الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إنَّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا﴾، اَلْقِراءَةُ في هَذا عَلى أوْجُهٍ، فَأجْوَدُها، والأكْثَرُ: ”تَشابَهَ عَلَيْنا“، عَلى فَتْحِ الهاءِ، والتَّخْفِيفِ، ويَجُوزُ: ”تَشّابَهُ عَلَيْنا“، و”يَشّابَهُ عَلَيْنا“، بِالتّاءِ، والياءِ، وقَدْ قُرِئَ: ”إنَّ الباقِرَ يَشّابَهُ عَلَيْنا“، والعَرَبُ تَقُولُ - في جَمْعِ ”اَلْبَقَرُ“، و”اَلْجِمالُ“ -: ”اَلْباقِرُ“، و”اَلْجامِلُ“، يَجْعَلُونَهُ اسْمًا لِلْجِنْسِ، قالَ طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ: ؎وَجامِلٍ خَوَّعَ مِن نِيبِهِ ∗∗∗ زَجْرُ المُعَلّى أُصُلًا والسَّفِيحْ وَيُرْوى: ”مِنِّي بِهِ“، وهو أكْثَرُ الرِّوايَةِ، ولَيْسَ بِشَيْءٍ، وقالَ الشّاعِرُ: ؎ما لِي رَأيْتُكَ بَعْدَ عَهْدِكَ مُوحِشًا ∗∗∗ خَلَقًا كَحَوْضِ الباقِرِ المُتَهَدِّمِ وَما كانَ مِثْلَ ”بَقَرَةٌ“، و”بَقَرٌ“، و”نَخْلَةٌ“، و”نَخْلٌ“، و”سَحابَةٌ“، و”سَحابٌ“، فَإنَّ العَرَبَ (p-١٥٥)تُذَكِّرُهُ، وتُؤَنِّثُهُ، فَتَقُولُ: ”هَذا بَقَرٌ“، و”هَذِهِ بَقَرٌ“، و”هَذا نَخْلٌ“، و”هَذِهِ نَخْلٌ“، فَمَن ذَكَّرَ فَلِأنَّ في لَفْظِ الجَمْعِ أنْ يُعَبِّرَ عَنْ جِنْسِهِ، فَيُقالُ: فَتَقُولُ: ”هَذا جَمْعٌ“، وفي لَفْظِهِ أنْ يُعَبِّرَ عَنِ الفِرْقَةِ، والقِطْعَةِ، فَتَقُولُ: ”هَذِهِ جَماعَةٌ“، و”هَذِهِ فِرْقَةٌ“، قالَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ﴾ [النور: ٤٣]، فَذَكَّرَ، وواحِدَتُهُ ”سَحابَةٌ“، وقالَ: ﴿والنَّخْلَ باسِقاتٍ﴾ [ق: ١٠]، فَجَمَعَ عَلى مَعْنى ”جَماعَةً“، ولَفْظُها واحِدٌ، فَمَن قَرَأ: ”إنَّ البَقْرَ تَشّابَهَ عَلَيْنا“، فَمَعْناهُ: إنَّ جَماعَةَ البَقَرِ تَتَشابَهُ عَلَيْنا، فَأُدْغِمَتِ التّاءُ في الشِّينِ، لِقُرْبِ مَخْرَجِ التّاءِ مِنَ الشِّينِ، ومَن قَرَأ: ”تَشّابَهُ عَلَيْنا“، أرادَ ”تَتَشابَهُ“، فَحَذَفَ التّاءَ الثّانِيَةَ، لِاجْتِماعِ تاءَيْنِ، كَما قُرِئَ: ”لَعَلَّكم تَذَكَّرُونَ، ومَن قَرَأ:“ يَشّابَهُ عَلَيْنا ”، بِالياءِ، أرادَ جِنْسَ البَقَرِ أيْضًا، والأصْلُ:“ يَتَشابَهُ عَلَيْنا "، فَأُدْغِمَ التّاءُ في الشِّينِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب