الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإذْ أخَذْنا مِيثاقَكم ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾، اَلْمَعْنى: اُذْكُرُوا إذْ أخَذْنا مِيثاقَكُمْ، و”اَلطُّورُ“، هَهُنا: اَلْجَبَلُ، ومَعْنى ”أخَذْنا مِيثاقَكم“: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ ما أخَذَهُ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - حِينَ أخْرَجَ النّاسَ كالذَّرِّ، ودَلِيلُ هَذا قَوْلُهُ: ﴿وَإذْ نَتَقْنا الجَبَلَ فَوْقَهم كَأنَّهُ ظُلَّةٌ﴾ [الأعراف: ١٧١]، ثُمَّ قالَ - مِن بَعْدِ تَمامِ الآيَةِ -: ﴿وَإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الأعراف: ١٧٢]، فَهَذِهِ الآيَةُ كالآيَةِ الَّتِي في ”اَلْبَقَرَةِ“، وهو أحْسَنُ المَذاهِبِ فِيها، وقَدْ قِيلَ: إنَّ أخْذَ المِيثاقِ هو ما أخَذَ اللَّهُ مِنَ المِيثاقِ عَلى الرُّسُلِ، ومَنِ اتَّبَعَهُمْ، ودَلِيلُهُ قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإذْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكم مِن كِتابٍ وحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكم رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكم لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ولَتَنْصُرُنَّهُ﴾ [آل عمران: ٨١]، فالأخْذُ عَلى النَّبِيِّينَ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وسَلَّمَ - المِيثاقَ يَدْخُلُ (p-١٤٨)فِيهِ مَنِ اتَّبَعَهُمْ، و”رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ“، أيْ: جِئْناكم بِآيَةٍ عَظِيمَةٍ، وهي أنَّ ”اَلطُّورَ“، وهو الجَبَلُ، رُفِعَ فَوْقَهُمْ، حَتّى أظَلَّهُمْ، وظَنُّوا أنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ، فَأخْبَرَ اللَّهُ بِعِظَمِ الآيَةِ الَّتِي أُرُوها بَعْدَ أخْذِ المِيثاقِ، وأخْبَرَ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَوْ عَذَّبَهم بَعْدَهُ لَكانَ عَدْلًا في ذَلِكَ، ولَكِنَّهُ جَعَلَ لَهُمُ التَّوْبَةَ بَعْدَ ذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب