الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا﴾، مَوْضِعُ ”ما“: مَفْعُولٌ بِهِ، وتَأْوِيلُهُ أنَّ جَمِيعَ ما في الأرْضِ مُنْعَمٌ بِهِ عَلَيْكُمْ، فَهو لَكُمْ، وفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: إنَّ ذَلِكم دَلِيلٌ عَلى تَوْحِيدِ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾، فِيهِ قَوْلانِ: قالَ بَعْضُهُمْ: ”اِسْتَوى إلى السَّماءِ“: عَمَدَ، وقَصَدَ إلى السَّماءِ، كَما تَقُولُ: ”قَدْ فَرَغَ الأمِيرُ مِن بَلَدِ كَذا وكَذا، ثُمَّ اسْتَوى إلى بَلَدِ كَذا“، مَعْناهُ: قَصَدَ بِالِاسْتِواءِ إلَيْهِ، وقَدْ قِيلَ أيْضًا: ”اِسْتَوى“: أيْ صَعِدَ أمْرُهُ إلى السَّماءِ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ، و”اَلسَّماءِ“، لَفْظُها لَفْظُ الواحِدِ، ومَعْناها مَعْنى الجَمْعِ، والدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ”اَلسَّماءِ“، جَمْعًا، كَما أنَّ السَّمَواتِ جَمْعٌ، كَأنَّ واحِدَهُ ”سَماةٌ“، و”سَماوَةٌ“، و”سَماءٌ“، لِلْجَمِيعِ، وزَعَمَ أبُو الحَسَنِ الأخْفَشُ أنَّ ”اَلسَّماءُ“، جائِزٌ أنْ يَكُونَ واحِدًا يُرادُ بِهِ (p-١٠٨)الجَمْعُ، كَما تَقُولُ: ”كَثُرَ الدِّرْهَمُ والدِّينارُ في أيْدِي النّاسِ“، و”اَلسَّماءُ“، في اللُّغَةِ السَّقْفُ، ويُقالُ لِكُلِّ ما ارْتَفَعَ وعَلا: ”قَدْ سَما يَسْمُو“، وكُلُّ سَقْفٍ فَهو سَماءٌ يا فَتى، ومِن هَذا قِيلَ لِلسَّحابِ، لِأنَّها عالِيَةٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب