الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ﴾، أيْ: ”وَإنْ وقَعَ ذُو عُسْرَةٍ“، ولَوْ قُرِئَتْ: ”وَإنْ كانَ ذا عُسْرَةٍ“، لَجازَ، أيْ: وإنْ كانَ المَدِينُ الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ ذا عُسْرَةٍ، ولَكِنْ لا يُخالَفُ المُصْحَفُ، والرَّفْعُ عَلى أنَّ ”إنْ كانَ“، عَلى مَعْنى ”إنْ وقَعَ ذُو عُسْرَةٍ“، ورَفْعُ ”فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ“، عَلى ”فَعَلى الَّذِي تُعامِلُونَهُ نَظِرَةٌ“، أيْ: تَأْخِيرٌ، يُقالُ: ”بِعْتُهُ بَيْعًا بِنَظِرَةٍ“، ومَن قالَ: ”فَناظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ“، فَـ”فاعِلَةٌ“، مِن أسْماءِ المَصادِرِ، نَحْوَ: ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ﴾ [الواقعة: ٢]، (p-٣٦٠)وَنَحْوَ ﴿تَظُنُّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٥]، وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: ”إلى مَيْسُرَةٍ“، فَأمّا مَن قَرَأ: ”إلى مَيْسُرِهِ“، عَلى جِهَةِ الإضافَةِ إلى الهاءِ، فَمُخْطِئٌ، لِأنَّ ”مَيْسُرٌ“، ”مَفْعُلٌ“، ولَيْسَ في الكَلامِ ”مَفْعُلٌ“، وزَعَمَ البَصْرِيُّونَ أنَّهم لا يَعْرِفُونَ ”مَفْعُلًا“، إنَّما يَعْرِفُونَ ”مَفْعُلَةً“، فَأمَرَهُمُ اللَّهُ بِتَأْخِيرِ رَأْسِ المالِ بَعْدَ إسْقاطِ الرِّبا، إذا كانَ المُطالَبُ مُعْسِرًا، وأعْلَمَهم أنَّ الصَّدَقَةَ بِرَأْسِ المالِ عَلَيْهِ أفْضَلُ، فَقالَ: ﴿وَأنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكم إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب