الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثاقِهِ﴾، عَهْدُ اللَّهِ، هُنا - واللَّهُ أعْلَمُ -: ما أخَذَ اللَّهُ عَلى النَّبِيِّينَ، ومَنِ اتَّبَعَهُمْ، ألّا يَكْفُرُوا بِأمْرِ النَّبِيِّ ﷺ، دَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإذْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكم مِن كِتابٍ وحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكم رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكم لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ولَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أأقْرَرْتُمْ وأخَذْتُمْ عَلى ذَلِكم إصْرِي قالُوا أقْرَرْنا قالَ فاشْهَدُوا﴾ [آل عمران: ٨١]، (p-١٠٦)فَهَذا هو العَهْدُ المَأْخُوذُ عَلى كُلِّ مَنِ اتَّبَعَ الأنْبِياءَ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -، أنْ يُؤْمِنُوا بِالرَّسُولِ المُصَدِّقِ لِما مَعَهُمْ، و”إصْرِي“، مِثْلُ عَهْدِي، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ عَهْدُ اللَّهِ الَّذِي أخَذَهُ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ، حِينَ قالَ: ﴿وَأشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكم قالُوا بَلى شَهِدْنا﴾ [الأعراف: ١٧٢]، وقالَ قَوْمٌ: إنَّ عَهْدَ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ - الِاسْتِدْلالُ عَلى تَوْحِيدِهِ، وإنَّ كُلَّ ذِي تَمْيِيزٍ يَعْلَمُ أنَّ اللَّهَ خالِقٌ، فَعَلَيْهِ الإيمانُ بِهِ، والقَوْلانِ الأوَّلانِ، في القُرْآنِ ما يُصَدِّقُ تَفْسِيرَهُما، فَأمّا إعْرابُ ”الَّذِينَ“، فالنَّصْبُ عَلى الصِّفَةِ لِـ”اَلْفاسِقِينَ“، ومَوْضِعُ قَوْلِهِ: ﴿أنْ يُوصَلَ﴾ خَفْضٌ عَلى البَدَلِ مِنَ الهاءِ، والمَعْنى: ما أمَرَ اللَّهُ بِأنْ يُوصَلَ، ومَوْضِعُ ”أُولَئِكَ“: رَفْعٌ بِالِابْتِداءِ، و”اَلْخاسِرُونَ“، خَبَرُ الِابْتِداءِ، و”هم“، بِمَعْنى الفَصْلِ، وهو الَّذِي يُسَمِّيهِ الكُوفِيُّونَ ”اَلْعِمادَ“، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ”أُولَئِكَ“، رَفْعًا بِالِابْتِداءِ، و”هم“، اِبْتِداءٌ ثانٍ، و”اَلْخاسِرُونَ“، خَبَرٌ لَهُمْ، و”هُمُ الخاسِرُونَ“، خَبَرٌ عَنْ ”أُولَئِكَ“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب