الباحث القرآني

قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إلا دُعاءً ونِداءً﴾، وضَرَبَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - لَهم هَذا المَثَلَ، وشَبَّهَهم بِالغَنَمِ المَنعُوقِ بِها بِما لا يَسْمَعُ مِنهُ إلّا الصَّوْتَ، فالمَعْنى: مَثَلُكَ يا مُحَمَّدُ، ومَثَلُهم كَمَثَلِ النّاعِقِ والمَنعُوقِ بِهِ، بِما لا يَسْمَعُ، لِأنَّ سَمْعَهم ما كانَ يَنْفَعُهُمْ، فَكانُوا في شِرْكِهِمْ، وعَدَمِ قَبُولِ ما يَسْمَعُونَ، بِمَنزِلَةِ مَن لَمْ يَسْمَعْ، والعَرَبُ تَقُولُ لِمَن يَسْمَعُ ولا يَعْمَلُ بِما يَسْمَعُ: ”أصَمُّ“، قالَ الشّاعِرُ: ؎أصَمُّ عَمّا ساءَهُ سَمِيعُ وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ - ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾، وصَفَهم بِالبَكَمِ، وهو الخَرَسُ، وبِالعَمى، لِأنَّهم في تَرْكِهِمْ ما يُبْصِرُونَ مِنَ الهِدايَةِ بِمَنزِلَةِ العُمْيِ، وقَدْ شَرَحْنا هَذا في أوَّلِ السُّورَةِ شَرْحًا كافِيًا، إنْ شاءَ اللَّهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب