الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿أمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ﴾، اَلْمَعْنى: بَلْ أكُنْتُمْ شُهَداءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ، إذْ قالَ لِبَنِيهِ...؟ فَقَوْلُكُ: ”إذْ“، اَلثّانِيَةَ، مَوْضِعُها نَصْبٌ، كَمَوْضِعِ الأُولى، وهَذا بَدَلٌ مُؤَكَّدٌ. وَقَوْلُهُ: ﴿قالُوا نَعْبُدُ إلَهَكَ وإلَهَ آبائِكَ﴾، اَلْقِراءَةُ عَلى الجَمْعِ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ”وَإلَهَ أبِيكَ“، كَأنَّهُ كَرِهَ أنْ يَجْعَلَ العَمَّ أباهُ، وجَعَلَ ”إبْراهِيمَ“، بَدَلًا مِن ”أبِيكَ“، مُبَيِّنًا عَنْهُ، وبِخَفْضِ ”إسْماعِيلَ“، و”إسْحاقَ“، كانَ المَعْنى: ”إلَهَكَ وإلَهَ أبِيكَ وإلَهَ إسْماعِيلَ“، كَما تَقُولُ: ”رَأيْتُ غُلامَ زَيْدٍ وعَمْرٍو“، أيْ: ”غُلامَهُما“، ومَن قالَ: ”وَإلَهَ آبائِكَ“، فَجَمَعَ، وهو المُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، جَعَلَ ”إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ وإسْحاقَ“، بَدَلًا، وكانَ مَوْضِعُهم خَفْضًا عَلى البَدَلِ المُبَيِّنِ عَنْ ”آبائِكَ“ . وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إلَهًا واحِدًا﴾، مَنصُوبٌ عَلى ضَرْبَيْنِ، إنْ شِئْتَ عَلى الحالِ، كَأنَّهم قالُوا: ”نَعْبُدُ إلَهَكَ في حالِ وحْدانِيَّتِهِ“، وإنْ شِئْتَ عَلى البَدَلِ، وتَكُونُ الفائِدَةُ مِن هَذا البَدَلِ ذِكْرَ التَّوْحِيدِ، فَيَكُونُ المَعْنى: ”نَعْبُدُ إلَهًا واحِدًا“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب