الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَوَصّى بِها إبْراهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ﴾، قَوْلُهُ: ”بِها“، هَذِهِ الهاءُ تَرْجِعُ عَلى المِلَّةِ، لِأنَّ إسْلامَهُ هو إظْهارُ طَرِيقَتِهِ وسُنَّتِهِ، ويَدُلُّ عَلى قَوْلِهِ: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إبْراهِيمَ﴾ [البقرة: ١٣٠]، قَوْلُهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ﴾، وإنَّما كُسِرَتْ ”إنَّ“، لِأنَّ مَعْنى ”وَصّى“، و”أوْصى“: قَوْلُ: اَلْمَعْنى: قالَ لَهُمْ: إنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ، و”وَصّى“، أبْلَغُ مِن ”أوْصى“، لِأنَّ ”أوْصى“، جائِزٌ أنْ يَكُونَ قالَ لَهم مَرَّةً واحِدَةً، و”وَصّى“، لا يَكُونُ إلّا لِمَرّاتٍ كَثِيرَةٍ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فَلا تَمُوتُنَّ إلا وأنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، (p-٢١٢)إنْ قالَ قائِلٌ: كَيْفَ يَنْهاهم عَنِ المَوْتِ، وهم إنَّما يُماتُونَ؟ فَإنَّما وقَعَ هَذا عَلى سَعَةِ الكَلامِ، وما تُكْثِرُ اسْتِعْمالَهُ العَرَبُ، نَحْوَ قَوْلِهِمْ: ”لا أرَيَنَّكَ هَهُنا“، فَلَفْظُ النَّهْيِ إنَّما هو لِلْمُتَكَلِّمِ، وهو في الحَقِيقَةِ لِلْمُكَلَّمِ، اَلْمَعْنى: ”لا تَكُونَنَّ هَهُنا، فَإنَّ مَن كانَ هَهُنا رَأيْتُهُ“، والمَعْنى في الآيَةِ: ”اِلْزَمُوا الإسْلامَ“، فَإذا أدْرَكَكُمُ المَوْتُ صادَفَكم مُسْلِمِينَ " .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب