الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِن أهْلِ الكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكم مِن بَعْدِ إيمانِكم كُفّارًا﴾، يَعْنِي بِهِ عُلَماءَ اليَهُودِ. وَقَوْلُهُ: ﴿حَسَدًا مِن عِنْدِ أنْفُسِهِمْ﴾، مَوْصُولٌ بِوَدِّ الَّذِينَ كَفَرُوا، لا بِقَوْلِهِ: حَسَدًا، لِأنَّ حَسَدَ الإنْسانِ لا يَكُونُ مِن عِنْدِ نَفْسِهِ، ولَكِنَّ المَعْنى: مَوَدَّتُهم بِكُفْرِكم مِن عِنْدِ أنْفُسِهِمْ، لا أنَّهم عِنْدَهُمُ الحَقُّ الكُفْرُ، ولا أنَّ كِتابَهم أمَرَهم بِما هم عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ بِالنَّبِيِّ ﷺ، الدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ﴾ وقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فاعْفُوا واصْفَحُوا حَتّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأمْرِهِ﴾، هَذا في وقْتٍ لَمْ يَكُنِ المُسْلِمُونَ أُمِرُوا فِيهِ بِحَرْبِ المُشْرِكِينَ، وإنَّما كانُوا يَدْعُونَ بِالحُجَجِ البَيِّنَةِ، وغايَةِ الرِّفْقِ، حَتّى بَيَّنَ اللَّهُ أنَّهم إنَّما يُعانِدُونَ بَعْدَ وُضُوحِ الحَقِّ عِنْدَهُمْ، فَأُمِرَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالحَرْبِ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، أيْ: قَدِيرٌ عَلى أنْ يَدْعُوَ إلى دِينِهِ بِما أحَبَّ، مِمّا هو عِنْدَهُ الأحْكَمُ والأبْلَغُ، ويُقالُ: ”أقْدَرَ عَلى الشَّيْءِ، قَدْرًا، وقَدَرًا، وقُدْرَةً، وقُدْرانًا، ومَقْدِرَةً، (p-١٩٤)وَمَقْدُرَةً، ومَقْدَرَةً“، هَذِهِ سَبْعَةُ أوْجُهٍ مَرْوِيَّةٌ كُلُّها، وأضْعَفُها: ”مَقْدِرَةٌ“، بِالكَسْرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب