الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَلَمّا جاءَهم رَسُولٌ مِن عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ﴾، يَعْنِي بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، لِأنَّ الَّذِي جاءَ بِهِ مُصَدِّقٌ التَّوْراةَ، والإنْجِيلَ، و”لِما“، يَقَعُ بِها الشَّيْءُ، لِوُقُوعِ غَيْرِهِ، ”مُصَدِّقٌ“، رَفْعٌ، صِفَةٌ لِـ”رَسُولٌ“، لِأنَّهُما نَكِرَتانِ، ولَوْ نُصِبَ كانَ جائِزًا، لِأنَّ ”رَسُولٌ“، قَدْ وُصِفَ بِقَوْلِهِ: ﴿مِن عِنْدِ اللَّهِ﴾، فَلِذَلِكَ صارَ النَّصْبُ يَحْسُنُ، ومَوْضِعُ ”ما“، في ”مُصَدِّقٌ لِّما مَعَهم“: جَرٌّ بِلامِ الإضافَةِ، و”مَعَ“، صِلَةٌ لَها، والنّاصِبُ لِـ”مَعَ“، اَلِاسْتِقْرارُ، المَعْنى: ”لِما اسْتَقَرَّ مَعَهم“ . وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وراءَ ظُهُورِهِمْ﴾، ”﴿الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ﴾“، يَعْنِي بِهِ اليَهُودَ، والكِتابُ هُنا: اَلتَّوْراةُ و”﴿كِتابَ اللَّهِ وراءَ ظُهُورِهِمْ﴾“، فِيهِ قَوْلانِ: جائِزٌ أنْ يَكُونَ القُرْآنَ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ التَّوْراةَ، لِأنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالنَّبِيِّ قَدْ نَبَذُوا التَّوْراةَ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿كَأنَّهم لا يَعْلَمُونَ﴾، أعْلَمَ أنَّهم عُلَماءُ بِكِتابِهِمْ، وأنَّهم رَفَضُوهُ عَلى عِلْمٍ بِهِ، وعَداوَةً لِلنَّبِيِّ ﷺ، وأعْلَمَ أنَّهم نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب