الباحث القرآني

(p-٣٢٨)وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فَأشارَتْ إلَيْهِ﴾، أيْ: لَمّا خاطَبُوها، أشارَتْ إلَيْهِ، بِأنْ: ”اِجْعَلُوا الكَلامَ مَعَهُ“، ودَلَّ عَلى أنَّها أشارَتْ إلَيْهِ في الكَلامِ قَوْلُهُمْ: ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ في المَهْدِ صَبِيًّا﴾، وفي هَذا ثَلاثَةُ أوْجُهٍ، قالَ أبُو عُبَيْدَةَ: إنَّ مَعْنى ”كانَ“، اَللَّغْوُ، المَعْنى: ”كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن في المَهْدِ صَبِيًّا؟!“، لِأنَّ كُلَّ رَجُلٍ قَدْ كانَ في المَهْدِ صَبِيًّا، ولَكِنَّ المَعْنى: ”كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن في المَهْدِ صَبِيًّا، لا يَفْهَمُ مِثْلُهُ، ولا يَنْطِقُ لِسانُهُ بِالكَلِمِ“. وَقالَ قَوْمٌ: إنَّ ”كانَ“، في مَعْنى ”وَقَعَ“، و”حَدَثَ“، اَلْمَعْنى عَلى قَوْلِ هَؤُلاءِ: ”كَيْفَ نُكَلِّمُ صَبِيًّا قَدْ خُلِقَ في المَهْدِ؟!“، وأجْوَدُ الأقْوالِ أنْ يَكُونَ ”مَن“، في مَعْنى الشَّرْطِ والجَزاءِ، فَيَكُونَ المَعْنى: ”مَن يَكُنْ في المَهْدِ صَبِيًّا - ويَكُونَ“صَبِيًّا”، حالًا - فَكَيْفَ نُكَلِّمُهُ؟!“، كَما تَقُولُ: ”مَن كانَ لا يَسْمَعُ ولا يَعْقِلُ فَكَيْفَ أُخاطِبُهُ؟!“. وَرُوِيَ أنَّ عِيسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - لَمّا أوْمَأتْ إلَيْهِ اتَّكَأ عَلى يَسارِهِ وأشارَ بِسَبّابَتِهِ، فَقالَ: ﴿إنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ [مريم: ٣٠] ﴿وَجَعَلَنِي مُبارَكًا أيْنَ ما كُنْتُ﴾ [مريم: ٣١]، أيْ: مُعَلِّمًا لِلْخَيْرِ، ﴿وَأوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١]، ومَعْنى ”اَلزَّكاةِ“، هَهُنا: اَلطَّهارَةِ، ”ما دُمْتُ حَيًّا“، ”دُمْتُ“، و”دِمْتُ“، جَمِيعًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب