وَقَوْلُهُ: ﴿واضْرِبْ لَهم مَثَلا رَجُلَيْنِ﴾، كانَ المُشْرِكُونَ سَألُوا النَّبِيَّ ﷺ بِمَشُورَةِ اليَهُودِ عَلَيْهِمْ أنْ يَسْألُوا النَّبِيَّ ﷺ عَنْ قِصَّةِ أصْحابِ الكَهْفِ، وعَنِ الرُّوحِ، وعَنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَأعْلَمَهُ اللَّهُ الجَوابَ، وأنَّهُ مَثَلٌ لَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - ولِلْكُفّارِ، ومَثَلٌ لِجَمِيعِ مَن آمَنَ بِاللَّهِ، وجَمِيعِ مَن عَنَدَ عَنْهُ، وكَفَرَ بِهِ، فَقالَ تَعالى: ﴿واضْرِبْ لَهم مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لأحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِن أعْنابٍ وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ﴾، ”رَجُلَيْنِ“، مَنصُوبٌ عَلى مَعْنى المَفْعُولِ، عَلى مَعْنى: ”واضْرِبْ لَهم مَثَلًا، مَثَلَ رَجُلَيْنِ“، ”وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ“، أيْ: ”جَعَلْنا النَّخْلَ مُطِيفًا بِهِما“، يُقالُ: ”قَدْ حَفَّ القَوْمُ بِزَيْدٍ“، إذا كانُوا مُطِيفِينَ بِهِ، ﴿وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعًا﴾
{"ayah":"۞ وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلࣰا رَّجُلَیۡنِ جَعَلۡنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَیۡنِ مِنۡ أَعۡنَـٰبࣲ وَحَفَفۡنَـٰهُمَا بِنَخۡلࣲ وَجَعَلۡنَا بَیۡنَهُمَا زَرۡعࣰا"}