الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِن زُخْرُفٍ﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّ مَعْناهُ: ”بَيْتٌ مِن ذَهَبٍ“، وأصْلُ ”اَلزُّخْرُفُ“، في اللُّغَةِ، و”اَلزَّخْرَفَةُ“: اَلزِّينَةُ، والدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿حَتّى إذا أخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَها﴾ [يونس: ٢٤]، أيْ: أخَذَتْ كَمالَ زِينَتِها، و”زَخْرَفْتُ الشَّيْءَ“، إذا أكْمَلْتُ زِينَتَهُ، ولا شَيْءَ في تَزْيِينِ بَيْتٍ وتَحْسِينِهِ وزَخْرَفَتِهِ كالذَّهَبِ، فَلَيْسَ يَخْرُجُ ما فَسَّرُوهُ عَنِ الحَقِّ في هَذا. وَقَوْلُهُ: ﴿أوْ تَرْقى في السَّماءِ ولَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ﴾، يُقالُ - في الصُّعُودِ -: ”رَقَيْتُ، أرْقى، رَقْيًا“، ويُقالُ - فِيما تُداوِيهِ بِالعُوذَةِ -: ”رَقَيْتُ، أرْقِي، رُقْيَةً، ورَقْيًا“. وَقَوْلُهُ: ﴿حَتّى تُنَـزِّلَ عَلَيْنا كِتابًا نَقْرَؤُهُ﴾، أيْ: حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتابًا يَشْهَدُ بِنُبُوَّتِكَ، فَأعْلَمَ اللَّهُ - جَلَّ ثَناؤُهُ - أنَّ ذَلِكَ لَوْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ، لَمْ يُؤْمِنُوا، فَقالَ: ﴿وَلَوْ نَـزَّلْنا عَلَيْكَ كِتابًا في قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إنْ هَذا إلا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [الأنعام: ٧]، فَإذا كانُوا يَدَّعُونَ فِيما يَعْجِزُ عَنْهُ أنَّهُ سِحْرٌ، فَكَيْفَ يُوصَلُ إلى تَبْصِيرِهِمْ والتَّبْيِينِ لَهم بِأكْثَرَ مِمّا أتى بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الآيَةِ الباقِيَةِ، وهي القُرْآنُ، ومِنَ الأنْباءِ ما يَدَّبَّرُونَهُ بَيْنَهُمْ، وبِما يُخْبِرُهم بِهِ مِن أخْبارِ الأُمَمِ السّالِفَةِ، وهو لَمْ يَقْرَأْ كِتابًا، ولا خَطَّهُ بِيَمِينِهِ، وقَدْ أنْبَأ ﷺ ودَلَّ عَلى نُبُوَّتِهِ كُلُّ ما يَخْطُرُ بِالبالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب