الباحث القرآني

(p-٢١٠)وَقَوْلُهُ: ﴿وَأوْحى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتًا﴾، و”بِيُوتًا“، فَمَن قَرَأ: ”بُيُوتًا“، بِالضَّمِّ فَهو القِياسُ، مِثْلَ ”كَعْبٌ“، و”كُعُوبٌ“، و”قَلْبٌ“، و”قُلُوبُ“، ومَن قَرَأ: ”بِيُوتًا“، بِالكَسْرِ، فَهَذا لَمْ يَذْكُرْ مَثَلَهُ أحَدٌ مِنَ البَصْرِيِّينَ، لِأنَّهم لا يُجِيزُونَ مِثْلَهُ، لَيْسَ في الكَلامِ مِثْلُ ”فِعُلٌ“، ولا ”فِعُولٌ“، والَّذِينَ قَرَؤُوا بِهِ قَلَبُوا الضَّمَّةَ إلى الكَسْرَةِ مِن أجْلِ الياءِ الَّتِي بَعْدَها. وَمَعْنى ”اَلْوَحْيُ“، في اللُّغَةِ، عَلى وجْهَيْنِ، يَرْجِعانِ إلى مَعْنى الإعْلامِ، والإفْهامِ، فَمِنَ الوَحْيِ وحْيُ اللَّهِ إلى أنْبِيائِهِ، بِما سَمِعَتِ المَلائِكَةُ مِن كَلامِهِ، ومِنهُ الإلْهامُ، كَما قالَ اللَّهُ: ﴿وَأخْرَجَتِ الأرْضُ أثْقالَها﴾ [الزلزلة: ٢]، إلى: ﴿بِأنَّ رَبَّكَ أوْحى لَها﴾ [الزلزلة: ٥]، مَعْناهُ: ألْهَمَها، فاللَّهُ أوْحى إلى كُلِّ دابَّةٍ، وذِي رُوحٍ، في التِماسِ مَنافِعِها، واجْتِنابِ مَضارِّها، فَذَكَرَ مِن ذَلِكَ أمْرَ النِّحَلِ، وواحِدُ النَّحْلِ ”نَحْلَةٌ“، مِثْلَ: ”نَخْلٌ“، و”نَخْلَةٌ“، لِأنَّ فِيها مِن لَطِيفِ الصَّنْعَةِ، وبَدِيعِ الخَلْقِ ما فِيهِ أعْظَمُ مُعْتَبَرٍ، بِأنْ ألْهَمَها اتِّخاذَ المَنازِلِ، والمَساكِنِ، وأنْ تَأْكُلَ مِن كُلِّ الثَّمَراتِ، عَلى اخْتِلافِ طَعُومِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب