الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَهُ الدِّينُ واصِبًا﴾، قِيلَ: مَعْناهُ: ”دائِمًا“، أيْ: ”طاعَةً واجِبَةً أبَدًا“، ويَجُوزُ - واللَّهُ أعْلَمُ - أنْ يَكُونَ ”وَلَهُ الدِّينُ واصِبًا“، أيْ: ”لَهُ الدِّينُ والطّاعَةُ، رَضِيَ العَبْدُ بِما يُؤْمَرُ بِهِ، أوْ لَمْ يَرْضَ، وسَهُلَ عَلَيْهِ أوْ لَمْ يَسْهُلْ“، فَلَهُ الدِّينُ وإنْ كانَ فِيهِ الوَصَبُ، والوَصَبُ شِدَّةُ التَّعَبِ، ثُمَّ قالَ: ﴿أفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ﴾، أيْ: أفَغَيْرَ اللَّهِ الَّذِي قَدْ بانَ لَكم أنَّهُ وحْدَهُ، وأنَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وأنَّ ما بِكم مِن نِعْمَةٍ فَمِن عِنْدِهِ، وأنَّهُ لَوْ أرادَ إهْلاكَكم حِينَ كَفَرْتُمْ، وألّا يُنْظِرَكم إلى يَوْمِ التَّوْبَةِ لَقَدِرَ؟! وأعْلَمَ أنَّهُ مَعَ إقامَتِهِ الحُجَجَ في أنَّهُ واحِدٌ، وأنَّهُ أمَرَ ألّا يُتَّخَذَ مَعَهُ إلَهٌ، عَبَدُوا غَيْرَهُ، لِأنَّهم قالُوا عَنِ الأصْنامِ: ﴿ما نَعْبُدُهم إلا لِيُقَرِّبُونا إلى اللَّهِ زُلْفى﴾ [الزمر: ٣] (p-٢٠٤)فَأعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنْ لا إلَهَ إلّا هُوَ، ولا يَجُوزُ أنْ يَعْبُدَ غَيْرَهُ، وإنْ قَصَدَ التَّقَرُّبَ بِالعِبادَةِ لِلَّهِ وحْدَهُ، فَقالَ - جَلَّ وعَلا -: ﴿وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [النحل: ٥١]، فَذَكَرَ اثْنَيْنِ تَوْكِيدًا لِقَوْلِهِ: ”إلَهَيْنِ“، كَما ذَكَرَ الواحِدَ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّما هو إلَهٌ واحِدٌ﴾ [النحل: ٥١]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب