الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها﴾، لَمّا ذَكَرَ أنَّهم لا يُؤْمِنُونَ، عَرَّفَ الدَّلِيلَ الَّذِي يُوجِبُ التَّصْدِيقَ بِالخالِقِ - عَزَّ وجَلَّ -، فَقالَ: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ﴾، وفي ذَلِكَ مِنَ القُدْرَةِ والدَّلالَةِ ما لا شَيْءَ أوْضَحُ مِنهُ، أنَّ السَّماءَ مُحِيطَةٌ بِالأرْضِ، مُتَبَرِّيَةٌ مِنها، بِغَيْرِ عَمَدٍ، والمَعْنى ”بِغَيْرِ عَمَدٍ وأنْتُمْ تَرَوْنَها كَذَلِكَ“. وَيَجُوزُ أنْ تَكُونَ ”تَرَوْنَها“، مِن نَعْتِ العَمَدِ، المَعْنى: ”بِغَيْرِ عَمَدٍ مَرْئِيَّةٍ“، وعَلى هَذا تَعْمَدُها قُدْرَةُ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -، ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى﴾، كُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٌ، لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ما يُخَلِّصُهُ مِنَ القَهْرِ، فَذَلِكَ مَعْنى السُّخْرَةِ، فالشَّمْسُ والقَمَرُ مُسَخَّرانِ، يَجْرِيانِ مَجارِيهِما الَّتِي سُخِّرا جارِيَيْنِ عَلَيْها. ﴿يُدَبِّرُ الأمْرَ﴾، يُحْكِمُهُ، ﴿يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكم بِلِقاءِ رَبِّكم تُوقِنُونَ﴾، أيْ: يُبَيِّنُ الآياتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلى قُدْرَتِهِ عَلى بَعْثِكُمْ، لَعَلَّكم تُوقِنُونَ، لِأنَّهم كانُوا يَجْحَدُونَ البَعْثَ، فَأُعْلِمُوا أنَّ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ، وأنْشَأ الإنْسانَ، ولَمْ يَكُنْ شَيْئًا، قادِرٌ عَلى إعادَتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب