الباحث القرآني

﴿حَتّى إذا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهم قَدْ كُذِبُوا﴾، قُرِئَتْ: ”كُذِبُوا“، و”كُذِّبُوا“، بِالتَّخْفِيفِ، والتَّشْدِيدِ، وقُرِئَتْ: ”وَكَذَبُوا“، فَأمّا مَن قَرَأ: ”وَظَنُّوا أنَّهم قَدْ كُذِّبُوا“، بِالتَّشْدِيدِ، فالمَعْنى: ”حَتّى إذا اسْتَيْأسَ الرُّسُلُ مِن أنْ يُصَدِّقَهم قَوْمُهُمْ، جاءَهم نَصْرُنا“، ومَن قَرَأ: ”قَدْ كُذِبُوا“، بِالتَّخْفِيفِ، فالمَعْنى: ”وَظَنَّ قَوْمُهم أنَّهم قَدْ كُذِبُوا فِيما وُعِدُوا“، لِأنَّ الرُّسُلَ لا يَظُنُّونَ ذَلِكَ". وَقَدْ قالَ بَعْضُهُمْ: ”وَظَنُّوا أنَّهم قَدْ أُخْلِفُوا“، أيْ: ظَنَّ الرُّسُلُ، وذَلِكَ بَعِيدٌ في صِفَةِ الرُّسُلِ، يُرْوى عَنْ عائِشَةَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يُوعَدْ شَيْئًا أُخْلِفَ فِيهِ، وفي الخَبَرِ: ”وَمَعاذَ اللَّهِ أنْ يَظُنَّ الرُّسُلُ هَذا بِرَبِّها“، ومَعْنى: ”وَظَنُّوا أنَّهم قَدْ [“كَذَبُوا”]:“ظَنَّ قَوْمُهم أيْضًا أنَّهم قَدْ كَذَبُوا". وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ﴾، قُرِئَتْ: ”فَنُنَجِّي“، و”فَنُنْجِيَ“، وقُرِئَتْ: ”فَنَجا مَن نَشاءُ“، وقَرَأ عاصِمٌ: ”فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ“، بِفَتْحِ الياءِ، فَأمّا مَن قَرَأ: ”فَنُنْجِيَ“، فَعَلى الِاسْتِقْبالِ، والنُّونُ نُونُ الِاسْتِقْبالِ، أعْنِي النُّونَ الأُولى، ومَن قَرَأ: ”فَنُجِّي“، بِإسْكانِ الياءِ، فَحَذَفَ النُّونَ الثّانِيَةَ لِاجْتِماعِ النُّونَيْنِ، كَما تَقُولُ: ”أنْتَ تَبَيَّنُ هَذا الأمْرَ“، تُرِيدُ: ”تَتَبَيَّنُ“، فَحَذَفَ لِاجْتِماع تاءَيْنِ. وَمَن قَرَأ: ”فَنَجا مَن نَشاءُ“، عَطَفَ عَلى قَوْلِهِ: ”جاءَهم نَصْرُنا فَنَجا (p-١٣٣)مَن نَشاءُ“، عَلى لَفْظِ الفِعْلِ الماضِي، ومَن قَرَأ: ”فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ“، فَبِمَعْنى الماضِي، عَلى ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، ويَكُونُ مَوْضِعُ ”مَن“، رَفْعًا، ويُعْلَمُ بِالمَعْنى أنَّ اللَّهَ - عَزَّ وجَلَّ - نَجّاهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب