الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَعَقَرُوا النّاقَةَ﴾ أيْ: قَتَلُوها. قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: والعَقْرُ يَكُونُ بِمَعْنى: القَتْلُ، ومِنهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ ذِكْرِ الشُّهَداءِ:" «مَن عَقَرَ جَوادَهُ"» وقالَ ابْنُ إسْحاقَ: كَمَنَ لَها قاتِلُها في أصْلِ شَجَرَةٍ فَرَماها بِسَهْمٍ، فانْتَظَمَ بِهِ عَضَلَةُ (p-٢٢٦)ساقِها، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْها بِالسَّيْفِ فَكَسَرَ عُرْقُوبَها، ثُمَّ نَحَرَها. قالَ الأزْهَرِيُّ: العُقْرُ عِنْدَ العَرَبِ: قَطَعُ عُرْقُوبِ البَعِيرِ، ثُمَّ جَعَلَ العُقْرَ نَحْرًا، لِأنَّ ناحِرَ البَعِيرِ يَعْقِرُهُ ثُمَّ يَنْحَرُهُ. قَوْلُهُ تَعالى: وعُتُوًّا قالَ الزَّجّاجُ: جاوَزُوا المِقْدارَ في الكُفْرِ. قالَ أبُو سُلَيْمانَ: عَتَوا عَنِ اتِّباعِ أمْرِ رَبِّهِمْ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿بِما تَعِدُنا﴾ أيْ: مِنَ العَذابِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾ قالَ الزَّجّاجُ: الرَّجْفَةُ: الزَّلْزَلَةُ الشَّدِيدَةُ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأصْبَحُوا في دارِهِمْ﴾ أيْ: في مَدِينَتِهِمْ. فَإنْ قِيلَ: كَيْفَ وحَّدَ الدّارَ هاهُنا وجَمَعَها في مَوْضِعٍ آَخَرَ، فَقالَ ﴿فِي دِيارِهِمْ﴾ [هُودَ:٦٧]؟فَعَنْهُ جَوابانِ، ذَكَرَهُما ابْنُ الأنْبارِيِّ. أحَدُهُما: أنَّهُ أرادَ بِالدّارِ: المُعَسْكَرُ، أيْ: فَأصْبَحُوا في مُعَسْكَرِهِمْ. وأرادَ بِقَوْلِهِ: في دِيارِهِمُ: المَنازِلُ الَّتِي يَنْفَرِدُ كُلُّ واحِدٍ مِنها بِمَنزِلٍ. والثّانِي: أنَّهُ أرادَ بِالدّارِ: الدِّيارُ، فاكْتَفى بِالواحِدِ مِنَ الجَمِيعِ، كَقَوْلِ الشّاعِرِ: ؎ كُلُوا في نِصْفِ بَطْنِكم تَعِيشُوا وشَواهِدُ هَذا كَثِيرَةٌ في هَذا الكِتابِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿جاثِمِينَ﴾ قالَ الفَرّاءُ: أصْبَحُوا رَمادًا جاثِمًا. وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: أيْ: بَعْضُهم عَلى بَعْضِ جُثُومٌ. والجُثُومُ لَلنّاسِ والطَّيْرِ بِمَنزِلَةِ البُرُوكَ لَلْإبِلِ. وَقالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الجُثُومُ: البُرُوكُ عَلى الرَّكْبِ. وقالَ غَيْرُهُ: كَأنَّهم أصْبَحُوا مَوْتى عَلى هَذِهِ الحالِ. وقالَ الزَّجّاجُ: أصْبَحُوا أجْسامًا مُلْقاةً في الأرْضِ كالرَّمادِ الجاثِمِ. قالَ المُفَسِّرُونَ: مَعْنى" جاثِمَيْنِ" بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ، أيْ: إنَّهم سَقَطَ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ عِنْدِ نُزُولِ العَذابِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب