قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَنادى أصْحابُ النّارِ أصْحابُ الجَنَّةِ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: لَمّا صارَ أصْحابُ الأعْرافِ إلى الجَنَّةِ، طَمِعَ أهْلُ النّارِ في الفَرَجِ بَعْدَ اليَأْسِ، فَقالُوا: يا رَبِّ، إنَّ لَنا قُراباتٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فائْذَنْ لَنا حَتّى نَراهم ونُكَلِّمَهم، فَنَظَرُوا إلَيْهِمْ وإلى ما هم فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ فَعَرَفُوهم. ونَظَرَ أهْلُ الجَنَّةِ إلى قَرابَتِهِمْ مِن أهْلِ جَهَنَّمَ فَلَمْ يَعْرِفُوهم، قَدِ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهم وصارُوا خَلْقًا آَخَرَ. فَنادى أصْحابُ النّارِ أصْحابَ الجَنَّةِ بِأسْمائِهِمْ، وأخْبَرُوهم بِقُراباتِهِمْ فَيُنادِي الرَّجُلُ أخاهُ: يا أخِي قَدِ احْتَرَقْتُ فَأغِثْنِي؛ (p-٢٠٩)فَيَقُولُ: ﴿إنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلى الكافِرِينَ﴾ . قالَ السُّدِّيُّ: عَنى بِقَوْلِهِ: ﴿أوْ مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾ الطَّعامَ. قالَ الزَّجّاجُ: أعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّ ابْنَ آَدَمَ غَيْرُ مُسْتَغْنٍ عَنَ الطَّعامِ والشَّرابِ، وإنْ كانَ مُعَذَّبًا.
{"ayah":"وَنَادَىٰۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَنۡ أَفِیضُوا۟ عَلَیۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ أَوۡ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُۚ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ"}