الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْناهُ﴾ أيْ: ولَوْ جَعَلْنا الرَّسُولَ إلَيْهِمْ مَلَّكا، لَجَعَلْناهُ في صُورَةِ رَجُلٍ؛ لِأنَّهم لا يَسْتَطِيعُونَ رُؤْيَةَ المَلَكِ عَلى صُورَتِهِ، ﴿وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ﴾ أيْ: لَشَبَّهْنا عَلَيْهِمْ. يُقالُ: ألْبَسْتُ الأمْرَ عَلى القَوْمِ، أُلْبِسُهُ، أيْ: شَبَّهْتُهُ عَلَيْهِمْ، وأشْكَلْتُهُ. والمَعْنى: لَخَلَطْنا عَلَيْهِمْ ما يَخْلِطُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ حَتّى يَشُكُّوا، فَلا يَدْرُونَ أمَلَكَ هو، أمْ آَدَمِيٌّ؟ فَأضْلَلْناهم بِما بِهِ ضَلُّوا، قَبْلَ أنْ يَبْعَثَ المَلَكَ. وقالَ الزَّجّاجُ: كانُوا يُلَبِّسُونَ عَلى ضَعَفَتِهِمْ في أمْرِ النَّبِيِّ ﷺ فَيَقُولُونَ: إنَّما هَذا بَشَرٌ مِثْلُكم، فَقالَ تَعالى: لَوْ رَأوُا المَلَكَ رَجُلًا لَكانَ يَلْحَقُهم فِيهِ مِنَ اللَّبْسِ مِثْلَ ما لَحِقَ ضَعَفَتُهم مِنهُ. وقَرَأ الزُّهْرِيُّ، ومُعاذٌ القارِئُ، وأبُو رَجاءٍ "وَلَلَبَسْنا"، بِالتَّشْدِيدِ "عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ" مُشَدَّدَةً أيْضًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب