الباحث القرآني

(p-٣٩٩)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ﴾ أيْ: تَنْصُرُوا دِينَهُ ورَسُولَهُ ﴿يَنْصُرْكُمْ﴾ عَلى عَدُوِّكم ﴿وَيُثَبِّتْ أقْدامَكُمْ﴾ عِنْدَ القِتالِ. ورَوى المُفَضَّلُ عَنْ عاصِمٍ: "وَيُثْبِتُ" بِالتَّخْفِيفِ. ﴿والَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ﴾ قالَ الفَرّاءُ: المَعْنى: فَأتْعَسَهُمُ اللَّهُ: والدُّعاءُ قَدْ يَجْرِي مَجْرى الأمْرِ والنَّهْيِ. قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هو مِن قَوْلِكَ: تَعَسْتُ، (p-٤٠٠)أيْ: عَثَرْتُ وسَقَطْتُ. وقالَ الزَّجّاجُ: التَّعْسُ في اللُّغَةِ: الِانْحِطاطُ والعُثُورُ. وما بَعْدَ هَذا قَدْ سَبَقَ بَيانُهُ [الكَهْفِ: ١٠٥، يُوسُفَ: ١٠٩] إلى قَوْلِهِ: ﴿دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ أيْ: أهْلَكَهُمُ [اللَّهُ] ﴿وَلِلْكافِرِينَ أمْثالُها﴾ أيْ: أمْثالُ تِلْكَ العاقِبَةِ. ﴿ذَلِكَ﴾ الَّذِي فَعَلَهُ بِالمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّصْرِ، وبِالكافِرِينَ مِنَ الدَّمارِ ﴿بِأنَّ اللَّهَ مَوْلى الَّذِينَ آمَنُوا﴾ أيْ: ولِيُّهم. وَما بَعْدَ هَذا ظاهِرٌ إلى قَوْلِهِ: ﴿وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الأنْعامُ﴾ أيْ: أنَّ الأنْعامَ تَأْكُلُ وتَشْرَبُ، ولا تَدْرِي ما في غَدٍ، فَكَذَلِكَ الكُفّارُ لا يَلْتَفِتُونَ إلى الآخِرَةِ. و "المَثْوى": المَنزِلُ. ﴿وَكَأيِّنْ﴾ مَشْرُوحٌ في [آلِ عِمْرانَ: ١٤٦] . والمُرادُ بِقَرْيَتِهِ: مَكَّةُ؛ وأضافَ القُوَّةَ والإخْراجَ إلَيْها، والمُرادُ أهْلُها، ولِذَلِكَ قالَ: ﴿أهْلَكْناهُمْ﴾ . قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أفَمَن كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ﴾ فِيهِ قَوْلانِ. أحَدُهُما: أنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قالَهُ أبُو العالِيَةِ. والثّانِي: أنَّهُ المُؤْمِنُ، قالَهُ الحَسَنُ. وَفِي "البَيِّنَةِ" قَوْلانِ. أحَدُهُما: القُرْآنُ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ. والثّانِي: الدِّينُ، قالَهُ ابْنُ السّائِبِ. ﴿كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ﴾ يَعْنِي عِبادَةَ الأوْثانِ، وهو الكافِرُ ﴿واتَّبَعُوا أهْواءَهُمْ﴾ بِعِبادَتِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب