الباحث القرآني

(p-١٨٤)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ألَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ﴾ ذَكَرَ المُفَسِّرُونَ أنَّ مُشْرِكِي مَكَّةَ قالُوا: يا مُحَمَّدُ، ما تَزالُ تَذْكُرُ آَلِهَتُنا وتَعِيبُها، فاتَّقِ أنْ تُصِيبَكَ بِسُوءٍ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآَيَةُ. والمُرادُ بِعَبْدِهِ هاهُنا: مُحَمَّدٌ ﷺ . وَقَرَأ حَمْزَةُ، والكِسائِيُّ: "عِبادَهُ" عَلى الجَمْعِ، وهُمُ الأنْبِياءُ، لِأنَّ الأُمَمَ قَصَدَتْهم بِالسُّوءِ؛ فالمَعْنى أنَّهُ كَما كَفى الأنْبِياءَ قَبْلَكَ، يَكْفِيكَ. وقَرَأ سَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍّ، وأبُو عِمْرانَ الجَوْنَيُّ: "بِكافِي" مُثْبِتَةَ الياءِ "عَبْدَهُ" بِكَسْرِ الدّالِ والهاءِ مِن غَيْرِ ألْفٍ. وقَرَأ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وأبُو العالِيَةَ، وأبُو الجَوْزاءِ، والشَّعْبِيُّ مَثْلَهُ، إلّا أنَّهم أثْبَتُوا الألِفَ في "عِبادِهِ" . وقَرَأ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وأبُو جَعْفَرٍ، وشَيْبَةُ، والأعْمَشُ: "بِكافٍ" بِالتَّنْوِينِ، "عِبادَهُ" عَلى الجَمْعِ. وقَرَأ ابْنُ مَسْعُودٍ، وأبُو رَجاءٍ العُطارِدِيُّ: "يُكافِي" بِياءٍ مَرْفُوعَةٍ قَبْلَ الكافِ وياءٍ ساكِنَةٍ بَعْدَ الفاءِ "عِبادَهُ" عَلى الجَمْعِ. ﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾ أيْ: بِالَّذِينِ يَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ، وهُمُ الأصْنامُ. ثُمَّ أعْلَمَ بِما بَعْدَ هَذا أنَّ الإضْلالَ والهِدايَةَ إلَيْهِ تَعالى، وأنَّهُ مُنْتَقِمٌ مِمَّنْ عَصاهُ. ثُمَّ أخْبَرَ أنَّهم مَعَ عِبادَتِهِمْ، يُقِرُّونَ أنَّهُ الخالِقُ. ثُمَّ أمَرَ أنْ يَحْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِأنَّ ما يَعْبُدُونَ لا يَمْلِكَ كَشْفَ ضُرٍّ ولا جَذْبَ خَيْرٍ. وَقَرَأ أبُو عَمْرٍو، وأبُو بَكْرٍ عَنِ عاصِمٍ: "كاشِفاتٌ ضُرَّهُ" و "مُمْسِكاتٌ رَحْمَتَهُ" مَنَّوْنًا. والباقُونَ: "كاشِفاتُ ضُرِّهِ" و "مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ" عَلى الإضافَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب