الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أنَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ﴾ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآَيَةِ «أنَّ حِبْرِينَ مِن أحْبارِ الشّامِ قَدِما النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمّا أبْصَرا المَدِينَةَ، قالَ أحَدُهَما لِصاحِبِهِ: ما أشْبَهَ هَذِهِ المَدِينَةَ بِصِفَةِ مَدِينَةِ النَّبِيِّ الَّذِي يَخْرُجُ في آَخِرِ الزَّمانِ، فَلَمّا دَخَلا عَلى النَّبِيِّ ﷺ، عَرَفاهُ بِالصِّفَةِ، فَقالا: أنْتَ مُحَمَّدٌ؟ قالَ: "نَعَمْ" قالا: وأحْمَدُ؟ قالَ: "نَعَمْ" قالا: نَسْألُكَ عَنْ شَهادَةِ، فَإنْ أخْبَرْتَنا بِها، آَمَنّا (p-٣٦٢)بِكَ وصَدَّقْناكَ، فَقالَ: "سَلانِي" . فَقالا: أخْبِرْنا عَنْ أعْظَمِ شَهادَةٍ في كِتابِ اللَّهِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآَيَةُ، فَأسْلَما،» قالَهُ ابْنُ السّائِبِ. وقالَ غَيْرُهُ: هَذِهِ الآَيَةُ رَدٌّ عَلى نَصارى نَجْرانَ فِيما ادَّعَوْا في عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ، وقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ خَبَرِهِمْ في أوَّلِ السُّورَةِ. وقالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كانَ حَوْلَ الكَعْبَةِ ثَلاثَمِائَةٍ وسِتُّونَ صَنَمًا، وكانَ لِكُلِّ حَيٍّ مِنَ العَرَبِ صَنَمٌ أوْ صَنَمانِ، فَلَمّا نَزَلَتْ هَذا الآَيَةُ، خَرَّتِ الأصْنامُ سُجَّدًا. وفي مَعْنى ﴿شَهِدَ اللَّهُ﴾ قَوْلانِ. أحَدُهُما: أنَّهُ بِمَعْنى قَضى وحَكَمَ، قالَهُ مُجاهِدٌ، والفَرّاءُ، وأبُو عُبَيْدَةَ. والثّانِي: بِمَعْنى بَيْنَ، قالَهُ ثَعْلَبٌ والزَّجّاجُ، قالَ ابْنُ كَيْسانَ: شَهِدَ اللَّهُ بِتَدْبِيرِهِ العَجِيبِ، وأُمُورِهِ المُحْكَماتِ عِنْدَ خَلْقِهِ، أنَّهُ لا إلَهَ إلّا هو. وسُئِلَ بَعْضُ الأعْرابِ: ما الدَّلِيلُ عَلى وُجُودِ الصّانِعِ؟ فَقالَ: إنَّ البَعْرَةَ تَدُلُّ عَلى البَعِيرِ، وآَثارَ القَدَمِ تَدُلُّ عَلى المَسِيرِ، فَهَيْكَلٌ عُلْوِيٌّ بِهَذِهِ اللَّطافَةِ، ومَرْكَزٌ سُفْلِيٌّ بِهَذِهِ الكَثافَةِ، أما يَدُلّانِ عَلى الصّانِعِ الخَبِيرِ؟! وقَرَأ ابْنُ مَسْعُودٍ، وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وابْنُ السَّمَيْفَعِ، وعاصِمٌ الجَحْدَرِيُّ (شُهَداءَ للَّهِ) بِضَمِّ "الشِّينِ" وفَتْحِ "الهاءِ والدّالِ" وبِهَمْزَةٍ مَرْفُوعَةٍ بَعْدَ المَدِّ، وخَفْضِ "الهاءِ" مِنِ اسْمِ اللَّهِ تَعالى ﴿قائِمًا بِالقِسْطِ﴾ أيْ: بِالعَدْلِ. قالَ جَعْفَرُ الصّادِقُ: وإنَّما كَرَّرَ (لا إلَهَ إلّا هُوَ) لِأنَّ الأُولى وصْفٌ وتَوْحِيدٌ، والثّانِي: رَسْمٌ وتَعْلِيمٌ، أيْ: قُولُوا: لا إلَهَ إلّا هو.
{"ayah":"شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق