الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَيَأْتُوكم مِن فَوْرِهِمْ﴾ هَذا فِيهِ قَوْلانِ.
أحَدُهُما: أنَّ مَعْناهُ: مِن وجْهِهِمْ وسَفَرِهِمْ هَذا، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، والحَسَنُ، وقَتادَةُ، ومُقاتِلٌ، والزَّجّاجُ.
والثّانِي: مِن غَضَبِهِمْ هَذا، قالَهُ عِكْرِمَةُ، ومُجاهِدٌ، والضَّحّاكُ في آَخَرِينَ. قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: مَن قالَ: مِن وجْهِهِمْ، أرادَ ابْتِداءَ مُخْرِجِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، ومَن قالَ: مِن غَضَبِهِمْ، أرادَ ابْتِداءَ غَضَبِهِمْ لِقَتْلاهم يَوْمَ بَدْرٍ. وأصْلُ الفَوْرِ: ابْتِداءُ الأمْرِ يُؤْخَذُ فِيهِ، يُقالُ: فارَتِ القِدْرُ: إذا ابْتَدَأ ما فِيها بِالغَلَيانِ، ثُمَّ اتَّصَلَ. وقالَ ابْنُ فارِسٍ: الفَوْرُ: الغَلَيانُ، يُقالُ: فارَتِ القِدْرُ تَفُورُ، وفارَ غَضَبُهُ: إذا جاشَ، ويَقُولُونَ: فَعَلَهُ مِن فَوْرِهِ، أيْ: قَبْلَ أنْ يَسْكُنَ.
(p-٤٥٢)وَفِي يَوْمِ فَوْرِهِمْ قَوْلانِ.
أحَدُهُما: أنَّهُ يَوْمُ بَدْرٍ، قالَهُ قَتادَةُ.
والثّانِي: يَوْمُ أُحُدٍ، قالَ مُجاهِدٌ، والضَّحّاكُ، كانُوا غَضِبُوا يَوْمَ أُحُدٍ لِيَوْمِ بَدْرٍ مِمّا لَقُوا.
قَوْلُهُ تَعالى: (مَسَوِّمِينَ) قَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، وأبُو عَمْرٍو، وعاصِمٌ بِكَسْرِ الواوِ، والباقُونَ بِفَتْحِها، فَمَن فَتَحَ الواوَ، أرادَ أنَّ اللَّهَ سَوَّمَها، ومَن كَسَرَها، أرادَ أنَّ المَلائِكَةَ سَوَّمَتْ أنْفُسَها. وقالَ الأخْفَشُ: سَوَّمَتْ خَيْلَها، وفي الحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «أنَّهُ قالَ يَوْمَ بَدْرٍ: "سَوِّمُوا فَإنَّ المَلائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ"» ونَسَبَ الفِعْلَ إلَيْها، فَهَذا دَلِيلُ الكَسْرِ. قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ومَعْنى مُسَوِّمِينَ: مُعْلِّمِينَ بِعَلامَةِ الحَرْبِ، وهو مِنَ السِّيماءِ [مَأْخُوذٌ ]، والسَّوْمَةُ: العَلامَةُ الَّتِي يُعَلِّمُ بِها الفارِسُ نَفْسَهُ. قالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وكانَ سِيماءُ خَيْلِ المَلائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ، الصُّوفُ الأبْيَضُ في أذْنابِها ونَواصِيها. وقالَ أبُو هُرَيْرَةَ: العِهْنُ الأحْمَرُ. وقالَ مُجاهِدٌ: كانَتْ أذْنابُ خُيُولِهِمْ مَجْزُوزَةً، وفِيها العِهْنُ. وقالَ هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ: كانَتِ المَلائِكَةُ عَلى خَيْلٍ بَلْقٍ، وعَلَيْهِمْ عَمائِمُ صُفْرٌ. ورَوى ابْنُ عَبّاسٍ عَنْ رَجُلٍ مِن بَنِي غِفارٍ قالَ: حَضَرْتُ أنا وابْنُ عَمٍّ لِي بَدْرًا، ونَحْنُ عَلى شِرْكِنا، فَأقْبَلَتْ سَحابَةٌ، فَلَمّا دَنَتْ مِنَ الخَيْلِ سَمِعْنا فِيها حَمْحَمَةَ الخَيْلِ، وسَمِعْنا فارِسًا يَقُولُ: اقْدُمْ حَيْزُومُ، فَأمّا صاحِبِي فَماتَ مَكانَهُ، وأمّا أنا فَكِدْتُ أهْلَكُ، ثُمَّ انْتَعَشْتُ. وقالَ أبُو داوُدَ المازِنِيُّ: إنِّي لَأتْبَعُ يَوْمَ بَدْرٍ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ لِأضْرِبَهُ، (p-٤٥٣)فَوَقَعَ رَأْسُهُ قَبْلَ أنْ يَصِلَ إلَيْهِ سَيْفِي، فَعَرَفْتُ أنَّ غَيْرِي قَدْ قَتَلَهُ.
وَفِي عَدَدِ المَلائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ خَمْسَةُ أقْوالٍ.
أحَدُها: خَمْسَةُ آَلافٍ، قالَهُ الحَسَنُ. ورَوى جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ «عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قالَ: بَيْنا أنا أمْتَحُ مِن قَلِيبِ بَدْرٍ، جاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أرَ أشَدَّ مِنها، ثُمَّ جاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أرَ أشَدَّ مِنها إلّا الَّتِي كانَتْ قَبْلَها، ثُمَّ جاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أرَ أشَدَّ مِنها، فَكانَتِ الرِّيحُ الأوْلى جِبْرِيلَ نَزَلَ في ألْفَيْنِ مِنَ المَلائِكَةِ، وكانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وكانَتِ الرِّيحُ الثّانِيَةُ مِيكائِيلَ نَزَلَ في ألْفَيْنِ مِنَ المَلائِكَةِ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ، وكانَتِ الرِّيحُ الثّالِثَةُ إسْرافِيلَ نَزَلَ في ألْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ عَنْ يَسارِ رَسُولِ اللَّهِ، وكُنْتُ عَنْ يَسارِهِ، وهَزَمَ اللَّهُ أعْداءَهُ.»
والثّانِي: أرْبَعَةُ آَلافٍ، قالَهُ الشَّعْبِيُّ. والثّالِثُ: ألْفٌ، قالَهُ مُجاهِدٌ.
والرّابِعُ: تِسْعَةُ آَلافٍ، ذَكَرَهُ الزَّجّاجُ.
(p-٤٥٤). والخامِسُ: ثَمانِيَةُ آَلافٍ، ذَكَرَهُ بَعْضُ المُفَسِّرِينَ.
{"ayah":"بَلَىٰۤۚ إِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ وَیَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَـٰذَا یُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُسَوِّمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











