الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأتْبَعُوهُمْ﴾ قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: لَحِقُوهم ﴿مُشْرِقِينَ﴾ أيْ: حِينَ شَرَقَتِ الشَّمْسُ، أيْ طَلَعَتْ، يُقالُ: أشْرَقْنا: دَخَلْنا في الشُّرُوقِ، كَما يُقالُ: أمْسَيْنا وأصْبَحْنا. وقَرَأ الحَسَنُ، وأيُّوبُ السِّخْتِيانِيُّ: " فاتَّبَعُوهم " بِالتَّشْدِيدِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلَمّا تَراءى الجَمْعانِ﴾ وقَرَأ أبُو رَجاءٍ، والنَّخَعِيُّ، والأعْمَشُ: " تَرِاأى " ؟؟ بِكَسْرِ الرّاءِ وفَتْحِ الهَمْزَةِ، أيْ: تَقابَلا بِحَيْثُ يَرى كُلُّ فَرِيقٍ صاحِبَهُ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿كَلا﴾ أيْ: لَنْ يُدْرِكُونا ﴿إنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ أيْ: سَيَدُلُّنِي عَلى طَرِيقِ النَّجاةِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فانْفَلَقَ﴾ فِيهِ إضْمارٌ " فَضَرَبَ فانْفَلَقَ "، أيِ: انْشَقَّ الماءُ اثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقًا ﴿فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ﴾ أيْ: كُلُّ جُزْءٍ انْفَرَقَ مِنهُ. وقَرَأ أبُو المُتَوَكِّلِ، وأبُو الجَوْزاءِ، وعاصِمٌ الجَحْدَرِيُّ: " كُلُّ فِلْقٍ " بِاللّامِ، ﴿كالطَّوْدِ﴾ وهو الجَبَلُ. (p-١٢٧)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَأزْلَفْنا ثَمَّ الآخَرِينَ﴾ أيْ: قَرَّبْنا الآخَرِينَ مِنَ الغَرَقِ، وهم أصْحابُ فِرْعَوْنَ. وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: " أزْلَفْنا " أيْ: جَمَعْنا. قالَ الزَّجّاجُ: وكِلا القَوْلَيْنِ حَسَنٌ، لِأنَّ جَمْعَهم تَقْرِيبُ بَعْضِهِمْ مِن بَعْضٍ، وأصْلُ الزُّلْفى في كَلامِ العَرَبِ: القُرْبى. وقَرَأ ابْنُ مَسْعُودٍ، وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وأبُو رَجاءٍ، والضَّحّاكُ، وابْنُ يَعْمُرَ: " أزْلَقْنا " بِقافٍ، وكَذَلِكَ قَرَأُوا: ﴿وَأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ﴾ [الشُّعَراءِ: ٩٠] بِقافٍ [أيْضًا] . قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ في ذَلِكَ لآيَةً﴾ يَعْنِي: في إهْلاكِ فِرْعَوْنَ وقَوْمِهِ عِبْرَةٌ لِمَن بَعْدَهم ﴿وَما كانَ أكْثَرُهم مُؤْمِنِينَ﴾ أيْ: لَمْ يَكُنْ أكْثَرُ أهْلِ مِصْرَ مُؤْمِنِينَ، إنَّما آمَنَتْ آسِيَةُ، وخِرْبِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ، وفِنَّةُ الماشِطَةُ، ومَرْيَمُ- امْرَأةٌ دَلَّتْ مُوسى عَلى عِظامِ يُوسُفَ-، هَذا قَوْلُ مُقاتِلٍ. وما أخْلَلْنا بِهِ مِن تَفْسِيرِ كَلِماتٍ في قِصَّةِ مُوسى، فَقَدْ سَبَقَ بَيانُها، وكَذَلِكَ ما يُفْقَدُ ذِكْرُهُ في مَكانٍ، فَهو إمّا أنْ يَكُونَ قَدْ سَبَقَ، وإمّا أنْ يَكُونَ ظاهِرًا، فَتَنَبَّهْ لِهَذا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب