الباحث القرآني

(p-٧١)سُورَةُ الفُرْقانِ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ، والحَسَنُ، ومُجاهِدٌ، وعِكْرِمَةُ، وقَتادَةُ في آخَرِينَ: هي مَكِّيَّةٌ. وحُكِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وقَتادَةَ أنَّهُما قالا: إلّا ثَلاثَ آياتٍ مِنها نَزَلَتْ بِالمَدِينَةِ، وهي قَوْلُهُ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفُرْقانِ: ٦٨-٧٠] . قَوْلُهُ تَعالى: ﴿تَبارَكَ﴾ قَدْ شَرَحْناهُ في (الأعْرافِ: ٤٥) والفَرْقانُ: القُرْآنُ، سُمِّيَ فُرْقانًا، لِأنَّهُ فَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ. والمُرادُ بِعَبْدِهِ: مُحَمَّدٍ ﷺ، ﴿لِيَكُونَ﴾ فِيهِ قَوْلانِ. (p-٧٢)أحَدُهُما: أنَّهُ كِنايَةٌ عَنْ عَبْدِهِ، قالَهُ الجُمْهُورُ. والثّانِي: عَنِ القُرْآنِ، حَكاهُ الماوَرْدِيُّ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لِلْعالَمِينَ﴾ يَعْنِي الجِنَّ والإنْسَ ﴿نَذِيرًا﴾ [أيْ]: مُخَوِّفًا مِن عَذابِ اللَّهِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أقْوالٍ. أحَدُها: سَوّاهُ وهَيَّأهُ لِما يَصْلُحُ لَهُ، فَلا خَلَلَ فِيهِ ولا تَفاوُتَ. والثّانِي: قَدَّرَ لَهُ ما يُصْلِحُهُ ويُقِيمُهُ. والثّالِثُ: قَدَّرَ لَهُ تَقْدِيرًا مِنَ الأجَلِ والرِّزْقِ. ثُمَّ ذَكَرَ ما صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ، فَقالَ: ﴿واتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً﴾ يَعْنِي: الأصْنامَ ﴿لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وهم يَخْلُقُونَ﴾ أيْ: وهي مَخْلُوقَةٌ ﴿وَلا يَمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ ضَرًّا﴾ أيْ: دَفْعَ ضُرٍّ، ولا جَرَّ نَفْعٍ، لِأنَّها جَمادٌ لا قُدْرَةَ لَها، ﴿وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا﴾ أيْ: لا تَمْلِكُ أنْ تُمِيتَ أحَدًا، ولا أنْ تُحَيِيَ أحَدًا، ولا أنْ تَبْعَثَ أحَدًا مِنَ الأمْواتِ؛ والمَعْنى: كَيْفَ يَعْبُدُونَ ما هَذِهِ صِفَتُهُ، ويَتْرُكُونَ عِبادَةَ مَن يَقْدِرُ عَلى ذَلِكَ كُلِّهِ؟!
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب