الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا﴾ قالَ الضَّحّاكُ: خَرَجَ المُنافِقُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلى تَبُوكَ، وكانُوا إذا خَلا بَعْضُهم بِبَعْضٍ سَبُّوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وأصْحابَهُ، وطَعَنُوا في الدِّينِ، فَنَقَلَ ما قالُوا حُذَيْفَةُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ لَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”يا أهْلَ النِّفاقِ، ما هَذا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكم ؟“ . فَحَلَفُوا ما قالُوا شَيْئًا مِن ذَلِكَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ إكْذابًا لَهم. وقالَ قَتادَةُ: ذُكِرَ لَنا أنَّ رَجُلَيْنِ اقْتَتَلا، رَجُلٌ مِن جُهَيْنَةَ ورَجُلٌ مِن غِفارٍ، فَظَهَرَ الغِفارِيُّ عَلى الجُهَيْنِيِّ، فَنادى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: يا بَنِي الأوْسِ، انْصُرُوا أخاكم، فَواللَّهِ ما مَثَلُنا ومَثَلُ مُحَمَّدٍ إلّا كَما قالَ القائِلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ. واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ. فَسَعى بِها رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَجاءَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأخْبَرَهُ، فَأرْسَلَ إلَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْلِفُ بِاللَّهِ ما قالَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا﴾ قالَ الضَّحّاكُ: هَمُّوا أنْ يَدْفَعُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ العَقَبَةِ، وكانُوا قَوْمًا قَدْ أجْمَعُوا عَلى أنْ يَقْتُلُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وهم مَعَهُ، فَجَعَلُوا يَلْتَمِسُونَ غِرَّتَهُ، حَتّى إذا أخَذَ في عَقَبَةٍ فَتَقَدَّمَ بَعْضُهم وتَأخَّرَ بَعْضُهم، وذَلِكَ كانَ لَيْلًا، قالُوا: إذا أخَذَ في العَقَبَةِ دَفَعْناهُ عَنْ راحِلَتِهِ في الوادِي. وكانَ قائِدُهُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَمّارَ بْنَ ياسِرٍ، وسائِقُهُ حُذَيْفَةَ، فَسَمِعَ حُذَيْفَةُ وقْعَ أخْفافِ الإبِلِ، فالتَفَتَ فَإذا هو بِقَوْمٍ مُتَلَثِّمِينَ، فَقالَ: إلْيَكم يا أعْداءَ اللَّهِ إلَيْكم. فَأمْسَكُوا، ومَضى النَّبِيُّ ﷺ حَتّى نَزَلَ مَنزِلَهُ الَّذِي أرادَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى قَوْلَهُ: ﴿وهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب