قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأحْبارِ والرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أمْوالَ النّاسِ بِالباطِلِ﴾ نَزَلَتْ في العُلَماءِ والقُرّاءِ مِن أهْلِ الكِتابِ، كانُوا يَأْخُذُونَ الرِّشا مِن سَفِلَتِهِمْ، وهي المَآكِلُ الَّتِي كانُوا يُصِيبُونَها مِن عَوامِّهِمْ.
أخْبَرَنا أبُو إسْحاقَ المُقْرِئُ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حامِدٍ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْراهِيمَ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ زُرارَةَ، قالَ: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، قالَ: حَدَّثَنا حُصَيْنٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وهْبٍ قالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإذا أنا بِأبِي ذَرٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: ما أنْزَلَكَ مَنزِلَكَ هَذا ؟ قالَ: كُنْتُ بِالشّامِ فاخْتَلَفْتُ أنا ومُعاوِيَةُ في هَذِهِ الآيَةِ: ﴿والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَها في سَبِيلِ اللَّهِ﴾ . فَقالَ مُعاوِيَةُ: نَزَلَتْ في أهْلِ الكِتابِ. فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فِينا وفِيهِمْ، وكانَ بَيْنِي وبَيْنَهُ كَلامٌ في ذَلِكَ، فَكَتَبَ إلى عُثْمانَ يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إلَيَّ عُثْمانُ أنْ أقْدَمَ المَدِينَةَ، فَقَدِمْتُها، فَكَثُرَ النّاسُ عَلَيَّ حَتّى كَأنَّهم لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُثْمانَ، فَقالَ: إنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ وكُنْتَ قَرِيبًا. فَذاكَ الَّذِي أنْزَلَنِي هَذا المَنزِلَ، ولَوْ أمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وأطَعْتُ.
رَواهُ البُخارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ. ورَواهُ أيْضًا عَنْ عَلِيٍّ عَنْ هُشَيْمٍ.
والمُفَسِّرُونَ أيْضًا مُخْتَلِفُونَ، فَعِنْدَ بَعْضِهِمْ أنَّها نَزَلَتْ في أهْلِ الكِتابِ خاصَّةً.
وقالَ السُّدِّيُّ: هي في أهْلِ القِبْلَةِ. وقالَ الضَّحّاكُ: هي عامَّةٌ في أهْلِ الكِتابِ وفي المُسْلِمِينَ.
قالَ عَطاءٌ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ﴾ . قالَ: يُرِيدُ مِنَ المُؤْمِنِينَ.
أخْبَرَنا أبُو الحُسَيْنِ أحْمَدُ بْنُ إبْراهِيمَ النَّجّارُ، قالَ: حَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ أيُّوبَ الطَّبَرانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ داوُدَ بْنِ صَدَقَةَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعافًى. قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ داوُدَ بْنِ صَدَقَةَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الكَبِيرِ بْنُ مُعافًى، قالَ: حَدَّثَنا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُرادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سالِمِ بْنِ أبِي الجَعْدِ، عَنْ ثَوْبانَ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ﴾ . قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”تَبًّا لِلذَّهَبِ والفِضَّةِ“ . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَأيُّ المالِ يُكْنَزُ ؟ قالَ: ”قَلْبًا شاكِرًا، ولِسانًا ذاكِرًا، وزَوْجَةً صالِحَةً“ .
{"ayah":"۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَیَأۡكُلُونَ أَمۡوَ ٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا یُنفِقُونَهَا فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ"}