قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) ويَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (٣)﴾ نَزَلَتِ الآيَةُ في عَوْفِ بْنِ مالِكٍ الأشْجَعِيِّ، وذَلِكَ أنَّ المُشْرِكِينَ أسَرُوا ابْنًا لَهُ، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وشَكا إلَيْهِ الفاقَةَ، وقالَ: إنَّ العَدُوَّ أسَرَ ابْنِي، وجَزِعَتِ الأُمُّ، فَما تَأْمُرُنِي ؟ فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: ”اتَّقِ اللَّهَ واصْبِرْ، وآمُرُكَ وإيّاها أنْ تَسْتَكْثِرا مِن قَوْلِ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ“ . فَعادَ إلى بَيْتِهِ وقالَ لِامْرَأتِهِ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أمَرَنِي وإيّاكِ أنْ نَسْتَكْثِرَ مِن قَوْلِ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ. فَقالَتْ: نِعْمَ ما أمَرَنا بِهِ. فَجَعَلا يَقُولانِ، فَغَفَلَ العَدُوُّ عَنِ ابْنِهِ، فَساقَ غَنَمَهم وجاءَ بِها إلى أبِيهِ، وهي أرْبَعَةُ آلافِ شاةٍ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.
أخْبَرَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدانَ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، قالَ: أخْبَرَنِي أبُو القاسِمِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحُسَيْنِ السَّكُونِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ العامِرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَبّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ آدَمَ، قالَ: حَدَّثَنا إسْرائِيلُ، قالَ: حَدَّثَنا عَمّارُ بْنُ مُعاوِيَةَ، عَنْ سالِمِ بْنِ أبِي الجَعْدِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) ويَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (٣)﴾ . في رَجُلٍ مِن أشْجَعَ كانَ فَقِيرًا، خَفِيفَ ذاتِ اليَدِ، كَثِيرَ العِيالِ، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَألَهُ، فَقالَ لَهُ: ”اتَّقِ اللَّهَ واصْبِرْ“ . فَرَجَعَ إلى أصْحابِهِ فَقالُوا: ما أعْطاكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ؟ فَقالَ: ما أعْطانِي شَيْئًا، قالَ لِي: ”اتَّقِ اللَّهَ واصْبِرْ“ . فَلَمْ يَلْبَثْ إلّا يَسِيرًا حَتّى جاءَ ابْنٌ لَهُ بِغَنَمٍ وكانَ العَدُوُّ أصابُوهُ، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَألَهُ عَنْها وأخْبَرَهُ خَبَرَها، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”كُلْها“ .
{"ayahs_start":2,"ayahs":["فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفࣲ وَأَشۡهِدُوا۟ ذَوَیۡ عَدۡلࣲ مِّنكُمۡ وَأَقِیمُوا۟ ٱلشَّهَـٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَ ٰلِكُمۡ یُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا","وَیَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَحۡتَسِبُۚ وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡءࣲ قَدۡرࣰا"],"ayah":"فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفࣲ وَأَشۡهِدُوا۟ ذَوَیۡ عَدۡلࣲ مِّنكُمۡ وَأَقِیمُوا۟ ٱلشَّهَـٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَ ٰلِكُمۡ یُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا"}