الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا جاءَكُمُ المُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أعْلَمُ بِإيمانِهِنَّ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: إنَّ مُشْرِكِي مَكَّةَ صالَحُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عامَ الحُدَيْبِيَةِ عَلى أنَّ مَن أتاهُ مِن أهْلِ مَكَّةَ رَدَّهُ إلَيْهِمْ، ومَن أتى أهْلَ مَكَّةَ مِن أصْحابِهِ فَهو لَهم، وكَتَبُوا بِذَلِكَ الكِتابَ وخَتَمُوهُ. فَجاءَتْ سُبَيْعَةُ بِنْتُ الحارِثِ الأسْلَمِيَّةُ بَعْدَ الفَراغِ مِنَ الكِتابِ والنَّبِيُّ ﷺ بِالحُدَيْبِيَةِ، فَأقْبَلَ زَوْجُها وكانَ كافِرًا فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، ارْدُدْ عَلَيَّ امْرَأتِي؛ فَإنَّكَ قَدْ شَرَطْتَ لَنا أنْ تَرُدَّ عَلَيْنا مَن أتاكَ مِنّا، وهَذِهِ طِينَةُ الكِتابِ لَمْ تَجِفَّ بَعْدُ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. أخْبَرَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفارِسِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفَضْلِ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الخَشّابُ، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ إدْرِيسَ، قالَ: قالَ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قالَ: دَخَلْتُ عَلى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وهو يَكْتُبُ كِتابًا إلى ابْنِ هُنَيْدَةَ صاحِبِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ يَسْألُهُ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا جاءَكُمُ المُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فامْتَحِنُوهُنَّ﴾ . قالَ: فَكَتَبَ إلَيْهِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صالَحَ قُرَيْشًا يَوْمَ الحُدَيْبِيَةَ عَلى أنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَن جاءَ بِغَيْرِ إذْنِ ولِيِّهِ، فَلَمّا هاجَرَتِ النِّساءُ إلى اللَّهِ تَعالى أبى اللَّهُ تَعالى أنْ يُرْدَدْنَ إلى المُشْرِكِينَ إذا هُنَّ امْتُحِنَّ فَعُرِفُوا أنَّهُنَّ إنَّما جِئْنَ رَغْبَةً في الإسْلامِ بِرَدِّ صَدُقاتِهِنَّ إلَيْهِمْ إذا احْتُبِسْنَ عَنْهم إنْ هم رَدُّوا عَلى المُسْلِمِينَ صَدُقَةَ مَن حُبِسْنَ مِن نِسائِهِمْ. ثُمَّ قالَ: ذَلِكم حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكم. فَأمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النِّساءَ ورَدَّ الرِّجالَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب