أخْبَرَنا أبُو مَنصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَنصُورِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زِيادٍ النَّيْسابُورِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الأشْعَثِ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكّارٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، أنَّهُ سَألَ قَتادَةَ عَنِ الظِّهارِ، قالَ: فَحَدَّثَنِي أنَّ أنَسَ بْنَ مالِكٍ قالَ: إنَّ أوْسَ بْنَ الصّامِتِ ظاهَرَ مِنِ امْرَأتِهِ خُوَيْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ، فَشَكَتْ ذَلِكَ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقالَتْ: ظاهَرَ مِنِّي حِينَ كَبِرَ سِنِّي ورَقَّ عَظْمِي. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى آيَةَ الظِّهارِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأوْسٍ: ”أعْتِقْ رَقَبَةً“ . فَقالَ: ما لِي بِذَلِكَ يَدانِ. قالَ: ”فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ“ . قالَ: أما إنِّي إذا أخْطَأنِي ألّا آكُلَ في اليَوْمِ كَلَّ بَصَرِي. قالَ: ”فَأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا“ . قالَ: لا أجِدُ إلّا أنْ تُعِينَنِي مِنكَ بِعَوْنٍ وصِلَةٍ. قالَ: فَأعانَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِخَمْسَةَ عَشَرَ صاعًا حَتّى جَمَعَ اللَّهُ لَهُ، واللَّهُ رَحِيمٌ، وكانُوا يَرَوْنَ أنَّ عِنْدَهُ مِثْلَها، وذَلِكَ لِسِتِّينَ مِسْكِينًا.
أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي حامِدٍ العَدْلُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيّا، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو الحَسَنِ أحْمَدُ بْنُ سَيّارٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ يَحْيى بْنِ يُوسُفَ أبُو الأصْبَغِ الحَرّانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قالَ: حَدَّثَتْنِي خُوَيْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ، وكانَتْ عِنْدَ أوْسِ بْنِ الصّامِتِ أخِي عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ. قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ ذاتَ يَوْمٍ فَكَلَّمَنِي بِشَيْءٍ هو فِيهِ كالضَّجِرِ، فَرادَدْتُهُ فَغَضِبَ، فَقالَ: أنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي. ثُمَّ خَرَجَ في نادِي قَوْمِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَيَّ فَراوَدَنِي عَنْ نَفْسِي فامْتَنَعْتُ مِنهُ، فَشادَّنِي فَشادَدْتُهُ، فَغَلَبْتُهُ بِما تَغْلِبُ بِهِ المَرْأةُ الرَّجُلَ الضَّعِيفَ، فَقُلْتُ: كَلّا والَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ، لا تَصِلُ إلَيَّ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ تَعالى فِيَّ وفِيكَ بِحُكْمِهِ. ثُمَّ أتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أشْكُو ما لَقِيتُ، فَقالَ: ”زَوْجُكِ وابْنُ عَمِّكِ، اتَّقِي اللَّهَ وأحْسِنِي صُحْبَتَهُ“ . فَما بَرِحْتُ حَتّى نَزَلَ القُرْآنُ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ في زَوْجِها﴾ [المجادلة: ١] . إلى قَوْلِهِ: ﴿إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [المجادلة: ١] . حَتّى انْتَهى إلى الكَفّارَةِ، ثُمَّ قالَ: ”مُرِيهِ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً“ . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ ما عِنْدَهُ رَقَبَةٌ يُعْتِقُها. قالَ: ”مُرِيهِ فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ“ . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ إنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ ما بِهِ مِن صِيامٍ. قالَ: ”فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا“ . قُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، واللَّهِ ما عِنْدَهُ ما يُطْعِمُ. فَقالَ: ”بَلى، سَنُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِن تَمْرٍ“ . مِكْتَلٌ يَسَعُ ثَلاثِينَ صاعًا. قالَتْ: قُلْتُ: وأنا أُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ. قالَ: ”قَدْ أحْسَنْتِ، فَلْيَتَصَدَّقْ“ .
{"ayah":"ٱلَّذِینَ یُظَـٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَاۤىِٕهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَـٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَـٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّـٰۤـِٔی وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَیَقُولُونَ مُنكَرࣰا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورࣰاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورࣱ"}