قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أن تَخْشَعَ قُلُوبُهم لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ الكَلْبِيُّ ومُقاتِلٌ: نَزَلَتْ في المُنافِقِينَ بَعْدَ الهِجْرَةِ بِسَنَةٍ، وذَلِكَ أنَّهم سَألُوا سَلْمانَ الفارِسِيَّ ذاتَ يَوْمٍ فَقالُوا: حَدِّثْنا عَمّا في التَّوْراةِ فَإنَّ فِيها العَجائِبَ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.
وقالَ غَيْرُهُما: نَزَلَتْ في المُؤْمِنِينَ.
أخْبَرَنا عَبْدُ القاهِرِ بْنُ طاهِرٍ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، قالَ: أخْبَرَنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيابِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا خَلّادُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلائِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قالَ: أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَتَلاهُ عَلَيْهِمْ زَمانًا. فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ قَصَصْتَ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أحْسَنَ القَصَصِ﴾ [يوسف: ٣] . فَتَلاهُ عَلَيْهِمْ زَمانًا. فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ حَدَّثْتَنا. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الحَدِيثِ﴾ [الزمر: ٢٣] . قالَ: كُلَّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالقُرْآنِ. قالَ خَلّادٌ: وزادَ فِيهِ آخَرُ: قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ ذَكَّرْتَنا. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أن تَخْشَعَ قُلُوبُهم لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ .
{"ayah":"۞ أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ"}