الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لَتَجِدَنَّ أشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ﴾ . إلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿والَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا﴾ [المائدة: ١٠] . نَزَلَتْ في النَّجاشِيِّ وأصْحابِهِ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو بِمَكَّةَ يَخافُ عَلى أصْحابِهِ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَبَعَثَ جَعْفَرَ بْنَ أبِي طالِبٍ وابْنَ مَسْعُودٍ في رَهْطٍ مِن أصْحابِهِ إلى النَّجاشِيِّ، وقالَ: ”إنَّهُ مَلِكٌ صالِحٌ لا يَظْلِمُ، ولا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أحَدٌ، فاخْرُجُوا إلَيْهِ حَتّى يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَرَجًا“ . فَلَمّا ورَدُوا عَلَيْهِ أكْرَمَهم وقالَ لَهم: هَلْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا مِمّا أُنْزِلَ عَلَيْكم ؟ قالُوا: نَعَمْ. قالَ: اقْرَءُوا. فَقَرَءُوا، وحَوْلَهُ القِسِّيسُونَ والرُّهْبانُ، فَكُلَّما قَرَءُوا آيَةً انْحَدَرَتْ دُمُوعُهم مِمّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ، قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ذَلِكَ بِأنَّ مِنهم قِسِّيسِينَ ورُهْبانًا وأنَّهم لا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢) (٨٣)) . أخْبَرَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفارِسِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدُونَ بْنِ الفَضْلِ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا أبُو صالِحٍ كاتِبُ اللَّيْثِ، قالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ وعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وغَيْرِهِما، قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابًا إلى النَّجاشِيِّ، فَقَدِمَ عَلى النَّجاشِيِّ فَقَرَأ كِتابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ دَعا جَعْفَرَ بْنَ أبِي طالِبٍ والمُهاجِرِينَ مَعَهُ، وأرْسَلَ إلى الرُّهْبانِ والقِسِّيسِينَ فَجَمَعَهم، ثُمَّ أمَرَ جَعْفَرًا أنْ يَقْرَأ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ، فَقَرَأ عَلَيْهِمْ جَعْفَرٌ سُورَةَ مَرْيَمَ ( كهيعص﴾، فَآمَنُوا بِالقُرْآنِ، وفاضَتْ أعْيُنُهم مِنَ الدَّمْعِ، وهُمُ الَّذِينَ أُنْزِلَ فِيهِمْ: ﴿ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إنّا نَصارى﴾ . إلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ﴾ . وقالَ آخَرُونَ: قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أبِي طالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ هو وأصْحابُهُ، ومَعَهم سَبْعُونَ رَجُلًا، بَعَثَهُمُ النَّجاشِيُّ وفْدًا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَيْهِمْ ثِيابُ الصُّوفِ: اثْنانِ وسِتُّونَ مِنَ الحَبَشَةِ، وثَمانِيَةٌ مِن أهْلِ الشّامِ، وهم: بَحِيرى الرّاهِبُ، وأبْرَهَةُ، وإدْرِيسُ، وأشْرَفُ، وتَمّامٌ، وقُثَيْمٌ، ودُرَيْدٌ، وأيْمَنُ. فَقَرَأ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سُورَةَ يس إلى آخِرِها، فَبَكَوْا حِينَ سَمِعُوا القُرْآنَ وآمَنُوا، وقالُوا: ما أشْبَهَ هَذا بِما كانَ يَنْزِلُ عَلى عِيسى. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى فِيهِمْ هَذِهِ الآياتِ. أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العَدْلُ، قالَ: أخْبَرَنا زاهِرُ بْنُ أحْمَدَ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو القاسِمِ البَغَوِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، قالَ: حَدَّثَنا شَرِيكٌ، عَنْ سالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ذَلِكَ بِأنَّ مِنهم قِسِّيسِينَ ورُهْبانًا﴾ . قالَ: بَعَثَ النَّجاشِيُّ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِن خِيارِ أصْحابِهِ ثَلاثِينَ رَجُلًا، فَقَرَأ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سُورَةَ يس فَبَكَوْا، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب