الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّما ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا﴾ قالَ جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: جاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ قَوْمًا مِن قُرَيْظَةَ والنَّضِيرِ قَدْ هَجَرُونا وفارَقُونا، وأقْسَمُوا ألّا يُجالِسُونا، ولا نَسْتَطِيعُ مُجالَسَةَ أصْحابِكَ لِبُعْدِ المَنازِلِ. وشَكى ما يَلْقى مِنَ اليَهُودِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، فَقَرَأها عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ: رَضِينا بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ وبِالمُؤْمِنِينَ أوْلِياءَ. ونَحْوَ هَذا قالَ الكَلْبِيُّ، وزادَ: إنَّ آخِرَ الآيَةِ نَزَلَ في عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ؛ لِأنَّهُ أعْطى خاتِمَهُ سائِلًا وهو راكِعٌ في الصَّلاةِ. أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنا الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهّابِ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الأسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السّائِبِ، عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ ومَعَهُ نَفَرٌ مِن قَوْمِهِ مِمَّنْ قَدْ آمَنُوا، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ مَنازِلَنا بَعِيدَةٌ ولَيْسَ لَنا مَجْلِسٌ ولا مُتَحَدَّثٌ، وإنَّ قَوْمَنا لَمّا رَأوْا أنّا آمَنّا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وصَدَّقْناهُ رَفَضُونا، وآلَوْا عَلى أنْفُسِهِمْ ألّا يُجالِسُونا، ولا يُناكِحُونا ولا يُكَلِّمُونا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنا. فَقالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ: ﴿إنَّما ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا﴾ . ثُمَّ إنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ والنّاسُ بَيْنَ قائِمٍ وراكِعٍ، فَنَظَرَ سائِلًا، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ”هَلْ أعْطاكَ أحَدٌ شَيْئًا ؟“ . قالَ: نَعَمْ، خاتَمٌ مِن ذَهَبٍ. قالَ: ”مَن أعْطاكَهُ ؟“ . قالَ: ذَلِكَ القائِمُ. وأوْمَأ بِيَدِهِ إلى عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ. فَقالَ: ”عَلى أيِّ حالٍ أعْطاكَ ؟“ . قالَ: أعْطانِي وهو راكِعٌ. فَكَبَّرَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَرَأ: ”﴿ومَن يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبُونَ﴾“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب