الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا﴾ قالَ الكَلْبِيُّ عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: إنَّ مِقْيَسَ بْنَ صُبابَةَ وجَدَ أخاهُ هِشامَ بْنَ صُبابَةَ قَتِيلًا في بَنِي النَّجّارِ، وكانَ مُسْلِمًا، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَهُ رَسُولًا مِن بَنِي فِهْرٍ، فَقالَ لَهُ: ”ائْتِ بَنِي النَّجّارِ فَأقْرِئْهُمُ السَّلامَ وقُلْ لَهم: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُكم إنْ عَلِمْتُمْ قاتِلَ هِشامِ بْنِ صُبابَةَ أنْ تَدْفَعُوهُ إلى أخِيهِ فَيَقْتَصَّ مِنهُ، وإنْ لَمْ تَعْلَمُوا لَهُ قاتِلًا أنْ تَدْفَعُوا إلَيْهِ دِيَتَهُ“ . فَأبْلَغَهُمُ الفِهْرِيُّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقالُوا: سَمْعًا وطاعَةً لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ، واللَّهِ ما نَعْلَمُ لَهُ قاتِلًا، ولَكِنّا نُؤَدِّي إلَيْهِ دِيَتَهُ. فَأعْطَوْهُ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، ثُمَّ انْصَرَفا راجِعَيْنَ نَحْوَ المَدِينَةِ، وبَيْنَهُما وبَيْنَ المَدِينَةِ قَرِيبٌ، فَأتى الشَّيْطانُ مِقْيَسًا فَوَسْوَسَ إلَيْهِ، فَقالَ: أيَّ شَيْءٍ صَنَعْتَ ؟ تَقْبَلُ دِيَةَ أخِيكَ فَيَكُونَ عَلَيْكَ سُبَّةً ؟ اقْتُلِ الَّذِي مَعَكَ فَيَكُونَ نَفْسٌ مَكانَ نَفْسٍ وفَضْلُ الدِّيَةِ. فَفَعَلَ ذَلِكَ مِقْيَسٌ، فَرَمى الفِهْرِيَّ بِصَخْرَةٍ فَشَدَخَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَكِبَ بَعِيرًا مِنها وساقَ بَقِيَّتَها راجِعًا إلى مَكَّةَ كافِرًا، وجَعَلَ يَقُولُ في شِعْرِهِ: قَتَلْتُ بِهِ فِهْرًا وحَمَّلْتُ عَقْلَهُ سَراةَ بَنِي النَّجّارِ أرْبابَ فارِعِ وأدْرَكْتُ ثَأْرِي واضْطَجَعْتُ مُوَسَّدًا وكُنْتُ إلى الأوْثانِ أوَّلَ راجِعِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيهِ، ثُمَّ أهْدَرَ النَّبِيُّ ﷺ دَمَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَأدْرَكَهُ النّاسُ بِالسُّوقِ فَقَتَلُوهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب