الباحث القرآني

أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أبِي إسْحاقَ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو مُسْلِمٍ إبْراهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ حَجّاجٍ، قالَ: حَدَّثَنا حَمّادٌ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ الحارِثَ بْنَ يَزِيدَ كانَ شَدِيدًا عَلى النَّبِيِّ ﷺ، فَجاءَ وهو يُرِيدُ الإسْلامَ، فَلَقِيَهُ عَيّاشُ بْنُ أبِي رَبِيعَةَ، والحارِثُ يُرِيدُ الإسْلامَ، وعَيّاشٌ لا يَشْعُرُ، فَقَتَلَهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿وما كانَ لِمُؤْمِنٍ أن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إلّا خَطَأً﴾ . وشَرَحَ الكَلْبِيُّ هَذِهِ القِصَّةَ فَقالَ: إنَّ عَيّاشَ بْنَ أبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيَّ أسْلَمَ وخافَ أنْ يُظْهِرَ إسْلامَهُ، فَخَرَجَ هارِبًا إلى المَدِينَةِ فَقَدِمَها، ثُمَّ أتى أُطُمًا مِن آطامِها فَتَحَصَّنَ فِيهِ، فَجَزِعَتْ أُمُّهُ جَزَعًا شَدِيدًا، وقالَتْ لِابْنَيْها أبِي جَهْلٍ والحارِثِ بْنِ هِشامٍ - وهُما أخَواهُ لِأُمِّهِ -: واللَّهِ لا يُظِلُّنِي سَقْفُ بَيْتٍ ولا أذُوقُ طَعامًا ولا شَرابًا حَتّى تَأْتُونِي بِهِ. فَخَرَجا في طَلَبِهِ، وخَرَجَ مَعَهُما الحارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أبِي أُنَيْسَةَ حَتّى أتَوُا المَدِينَةَ، فَأتَوْا عَيّاشًا وهو في الأُطُمِ، فَقالا لَهُ: انْزِلْ فَإنَّ أُمَّكَ لَمْ يُئْوِها سَقْفُ بَيْتٍ بَعْدَكَ، وقَدْ حَلَفَتْ لا تَأْكُلُ طَعامًا ولا تَشْرَبُ شَرابًا حَتّى تَرْجِعَ إلَيْها، ولَكَ اللَّهُ عَلَيْنا ألّا نُكْرِهَكَ عَلى شَيْءٍ، ولا نَحُولَ بَيْنَكَ وبَيْنَ دِينِكَ. فَلَمّا ذَكَرا لَهُ جَزَعَ أُمِّهِ وأوْثَقا لَهُ نَزَلَ إلَيْهِمْ، فَأخْرَجُوهُ مِنَ المَدِينَةِ وأوْثَقُوهُ بِنِسْعَةٍ، وجَلَدَهُ كُلُّ واحِدٍ مِنهم مِائَةَ جَلْدَةٍ، ثُمَّ قَدِمُوا بِهِ إلى أُمِّهِ، فَقالَتْ: واللَّهِ لا أحُلُّكَ مِن وثاقِكَ حَتّى تَكْفُرَ بِالَّذِي آمَنتَ بِهِ. ثُمَّ تَرَكُوهُ مُوثَقًا في الشَّمْسِ، فَأعْطاهم بَعْضَ الَّذِي أرادُوا، فَأتاهُ الحارِثُ بْنُ يَزِيدَ وقالَ: يا عَيّاشُ، واللَّهِ لَئِنْ كانَ الَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ هُدًى لَقَدْ تَرَكْتَ الهُدى، وإنْ كانَ ضَلالَةً لَقَدْ كُنْتَ عَلَيْها. فَغَضِبَ عَيّاشٌ مِن مَقالَتِهِ وقالَ: واللَّهِ لا ألْقاكَ خالِيًا إلّا قَتَلْتُكَ. ثُمَّ إنَّ عَيّاشًا أسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وهاجَرَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالمَدِينَةِ، ثُمَّ إنَّ الحارِثَ بْنَ يَزِيدَ أسْلَمَ وهاجَرَ بَعْدَ ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالمَدِينَةِ، ولَمْ يَكُنْ عَيّاشٌ يَوْمَئِذٍ حاضِرًا، ولَمْ يَشْعُرْ بِإسْلامِهِ، فَبَيْنَما هو يَسِيرُ بِظَهْرِ قُباءٍ إذْ لَقِيَ الحارِثَ بْنَ يَزِيدَ، فَلَمّا رَآهُ حَمَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، فَقالَ النّاسُ: أيَّ شَيْءٍ صَنَعْتَ، إنَّهُ قَدْ أسْلَمَ ؟ فَرَجَعَ عَيّاشٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كانَ مِن أمْرِي وأمْرِ الحارِثِ ما قَدْ عَلِمْتَ، وإنِّي لَمْ أشْعُرْ بِإسْلامِهِ حَتّى قَتَلْتُهُ. فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وما كانَ لِمُؤْمِنٍ أن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إلّا خَطَأً﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب