قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ قِيلَ لَهم كُفُّوا أيْدِيَكُمْ﴾ قالَ الكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في نَفَرٍ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ مِنهم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، والمِقْدادُ بْنُ الأسْوَدِ، وقُدامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ، وسَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ، كانُوا يَلْقَوْنَ مِنَ المُشْرِكِينَ أذًى كَثِيرًا، ويَقُولُونَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لَنا في قِتالِ هَؤُلاءِ. فَيَقُولُ لَهم: ”كُفُّوا أيْدِيَكم عَنْهم فَإنِّي لَمْ أُومَرْ بِقِتالِهِمْ“ . فَلَمّا هاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى المَدِينَةِ وأمَرَهُمُ اللَّهُ تَعالى بِقِتالِ المُشْرِكِينَ كَرِهَهُ بَعْضُهم وشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ.
أخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحْمَدَ العَدْلُ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدانَ، قالَ: أخْبَرَنا الحَسَنُ بْنُ سُفْيانَ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قالَ: سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ: أخْبَرَنا الحُسَيْنُ بْنُ واقِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وأصْحابًا لَهُ أتَوْا إلى النَّبِيِّ ﷺ بِمَكَّةَ، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، كُنّا في عِزٍّ ونَحْنُ مُشْرِكُونَ، فَلَمّا آمَنّا صِرْنا أذِلَّةً. فَقالَ: ”إنِّي أُمِرْتُ بِالعَفْوِ، فَلا تُقاتِلُوا القَوْمَ“ . فَلَمّا حَوَّلَهُ اللَّهُ إلى المَدِينَةِ أمَرَهُ بِالقِتالِ فَكَفُّوا، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ قِيلَ لَهم كُفُّوا أيْدِيَكُمْ﴾ .
{"ayah":"أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ قِیلَ لَهُمۡ كُفُّوۤا۟ أَیۡدِیَكُمۡ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِیقࣱ مِّنۡهُمۡ یَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡیَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡیَةࣰۚ وَقَالُوا۟ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَیۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَاۤ أَخَّرۡتَنَاۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ قَرِیبࣲۗ قُلۡ مَتَـٰعُ ٱلدُّنۡیَا قَلِیلࣱ وَٱلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِیلًا"}