الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿تُرْجِي مَن تَشاءُ مِنهُنَّ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: حِينَ غارَ بَعْضُ نِساءِ النَّبِيِّ ﷺ وآذَيْنَهُ بِالغَيْرَةِ، وطَلَبْنَ زِيادَةَ النَّفَقَةِ، فَهَجَرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَهْرًا حَتّى نَزَلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ، وأمَرَ اللَّهُ تَعالى أنْ يُخَيِّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ، وأنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ مَنِ اخْتارَتِ الدُّنْيا، ويُمْسِكَ مِنهُنَّ مَنِ اخْتارَتِ اللَّهَ سُبْحانَهُ ورَسُولَهُ عَلى أنَّهُنَّ أُمَّهاتُ المُؤْمِنِينَ، ولا يُنْكَحْنَ أبَدًا، وعَلى أنَّهُ يُئْوِي إلَيْهِ مَن يَشاءُ ويُرْجِي مِنهُنَّ إلَيْهِ مَن يَشاءُ، فَيَرْضَيْنَ بِهِ، قَسَمَ لَهُنَّ أوْ لَمْ يَقْسِمْ، أوْ فَضَّلَ بَعْضَهُنَّ عَلى بَعْضٍ بِالنَّفَقَةِ والقِسْمَةِ والعِشْرَةِ، ويَكُونُ الأمْرُ في ذَلِكَ إلَيْهِ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، فَرَضِينَ بِذَلِكَ كُلِّهِ، فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ ما جَعَلَ اللَّهُ تَعالى لَهُ مِنَ التَّوْسِعَةِ يُسَوِّي بَيْنَهُنَّ في القِسْمَةِ. أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إبْراهِيمَ المُزَكِّي، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ الحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ السَّقَطِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ يَحْيى الحُلْوانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِينٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَبّادُ بْنُ عَبّادٍ، عَنْ عاصِمٍ الأحْوَلِ، عَنْ مُعاذَةَ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْدَما نَزَلَتْ: ﴿تُرْجِي مَن تَشاءُ مِنهُنَّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشاءُ﴾ . يَسْتَأْذِنُنا إذا كانَ في يَوْمِ المَرْأةِ مِنّا. قالَتْ مُعاذَةُ: فَقُلْتُ: ما كُنْتِ تَقُولِينَ ؟ قالَتْ: كُنْتُ أقُولُ: إنْ كانَ ذَلِكَ إلَيَّ لَمْ أُوثِرْ أحَدًا عَلى نَفْسِي. رَواهُ البُخارِيُّ، عَنْ حَيّانَ بْنِ مُوسى، عَنِ ابْنِ المُبارَكِ. ورَواهُ مُسْلِمٌ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبّادٍ، كِلاهُما عَنْ عاصِمٍ. وقالَ قَوْمٌ: لَمّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ أشْفَقْنَ أنْ يُطَلِّقَهُنَّ، فَقُلْنَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنا مِن مالِكَ ونَفْسِكَ ما شِئْتَ، ودَعْنا عَلى حالِنا. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ. أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدانَ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ابْنُ الأخْرَمِ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهّابِ، قالَ: حَدَّثَنا مُحاضِرُ بْنُ المُوَرِّعِ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ، أنَّها كانَتْ تَقُولُ لِنِساءِ النَّبِيِّ ﷺ: أما تَسْتَحِي المَرْأةُ أنْ تَهَبَ نَفْسَها ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿تُرْجِي مَن تَشاءُ مِنهُنَّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشاءُ﴾ . فَقالَتْ عائِشَةُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أرى رَبَّكَ يُسارِعُ لَكَ في هَواكَ. رَواهُ البُخارِيُّ عَنْ زَكَرِيّا بْنِ يَحْيى، ورَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي كُرَيْبٍ، كِلاهُما عَنْ أبِي أُسامَةَ، عَنْ هِشامٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب