الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وقالَت طّائِفَةٌ مِّنْ أهْلِ الكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلى الَّذِينَ آمَنُوا﴾ قالَ الحَسَنُ والسُّدِّيُّ: تَواطَأ اثْنا عَشَرَ حَبْرًا مِن يَهُودِ خَيْبَرَ وقُرى عُرَيْنَةَ، وقالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: ادْخُلُوا في دِينِ مُحَمَّدٍ أوَّلَ النَّهارِ بِاللِّسانِ دُونَ الِاعْتِقادِ، واكْفُرُوا بِهِ في آخِرِ النَّهارِ، وقُولُوا: إنّا نَظَرْنا في كُتُبِنا وشاوَرْنا عُلَماءَنا، فَوَجَدْنا مُحَمَّدًا لَيْسَ بِذَلِكَ، وظَهَرَ لَنا كَذِبُهُ وبُطْلانُ دِينِهِ. فَإذا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ شَكَّ أصْحابُهُ في دِينِهِمْ، وقالُوا: إنَّهم أهْلُ كِتابٍ، وهم أعْلَمُ بِهِ مِنّا. فَيَرْجِعُونَ عَنْ دِينِهِمْ إلى دِينِكم. فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ، وأخْبَرَ بِهِ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ والمُؤْمِنِينَ. وقالَ مُجاهِدٌ ومُقاتِلٌ والكَلْبِيُّ: هَذا في شَأْنِ القِبْلَةِ لَمّا صُرِفَتْ إلى الكَعْبَةِ، شَقَّ ذَلِكَ عَلى اليَهُودِ لِمُخالَفَتِهِمْ، فَقالَ كَعْبُ بْنُ الأشْرَفِ لِأصْحابِهِ: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ مِن أمْرِ الكَعْبَةِ، وصَلُّوا إلَيْها أوَّلَ النَّهارِ، ثُمَّ اكْفُرُوا بِالكَعْبَةِ آخِرَ النَّهارِ، وارْجِعُوا إلى قِبْلَتِكُمُ الصَّخْرَةِ لَعَلَّهم يَقُولُونَ: هَؤُلاءِ أهْلُ كِتابٍ وهم أعْلَمُ مِنّا. فَرُبَّما يَرْجِعُونَ إلى قِبْلَتِنا. فَحَّذَرَ اللَّهُ تَعالى نَبِيَّهُ مَكْرَ هَؤُلاءِ، وأطْلَعَهُ عَلى سِرِّهِمْ، وأنْزَلَ: ﴿وقالَت طّائِفَةٌ مِّنْ أهْلِ الكِتابِ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب