قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ قالَ الحَسَنُ وابْنُ جُرَيْجٍ: زَعَمَ أقْوامٌ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنَّهم يُحِبُّونَ اللَّهَ، فَقالُوا: يا مُحَمَّدُ، إنّا نُحِبُّ رَبَّنا. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. ورَوى جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: وقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلى قُرَيْشٍ وهم في المَسْجِدِ الحَرامِ وقَدْ نَصَبُوا أصْنامَهم، وعَلَّقُوا عَلَيْها بَيْضَ النَّعامِ، وجَعَلُوا في آذانِها الشُّنُوفَ، وهم يَسْجُدُونَ لَها، فَقالَ: ”يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ خالَفْتُمْ مِلَّةَ أبِيكم إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ، ولَقَدْ كانا عَلى الإسْلامِ“ . فَقالَتْ قُرَيْشٌ: يا مُحَمَّدُ، إنَّما نَعْبُدُ هَذِهِ حُبًّا لِلَّهِ لِيُقَرِّبُونا إلى اللَّهِ زُلْفى. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ وتَعْبُدُونَ الأصْنامَ لِتُقَرِّبَكم إلَيْهِ، ﴿فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ . فَأنا رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكم وحُجَّتُهُ عَلَيْكم، وأنا أوْلى بِالتَّعْظِيمِ مِن أصْنامِكم.
ورَوى الكَلْبِيُّ عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ اليَهُودَ لَمّا قالُوا: نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأحِبّاؤُهُ. أنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ، فَلَمّا نَزَلَتْ عَرَضَها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى اليَهُودِ، فَأبَوْا أنْ يَقْبَلُوها.
ورَوى مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ بْنِ يَسارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: نَزَلَتْ في نَصارى نَجْرانَ؛ وذَلِكَ أنَّهم قالُوا: إنَّما نُعَظِّمُ المَسِيحَ ونَعْبُدُهُ حُبًّا لِلَّهِ وتَعْظِيمًا لَهُ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ رَدًّا عَلَيْهِمْ.
{"ayah":"قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"}