الباحث القرآني

أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو الهَيْثَمِ المَرْوَزِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْماعِيلَ البُخارِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ أسْلَمَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّ رِجالًا مِنَ المُنافِقِينَ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كانَ إذا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى الغَزْوِ تَخَلَّفُوا عَنْهُ، فَإذا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ اعْتَذَرُوا إلَيْهِ وحَلَفُوا وأحَبُّوا أنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أتَوا﴾ . رَواهُ مُسْلِمٌ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الحُلْوانِيِّ، عَنِ ابْنِ أبِي مَرْيَمَ. أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشّاذْياخِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيّا، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْمٍ، قالَ: أخْبَرَنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قالَ: حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ سَعْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ أسْلَمَ، أنَّ مَرْوانَ بْنَ الحَكَمِ كانَ يَوْمًا وهو أمِيرٌ عَلى المَدِينَةِ عِنْدَهُ أبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ وزَيْدُ بْنُ ثابِتٍ ورافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، فَقالَ مَرْوانُ: يا أبا سَعِيدٍ، أرَأيْتَ قَوْلَهُ تَعالى: ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أتَوا وَّيُحِبُّونَ أن يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا﴾ . واللَّهِ إنّا لَنَفْرَحُ بِما أتَيْنا، ونُحِبُّ أنْ نُحْمَدَ بِما لَمْ نَفْعَلْ. فَقالَ أبُو سَعِيدٍ: لَيْسَ هَذا مِن هَذا، إنَّما كانَ رِجالٌ في زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهُ وعَنْ أصْحابِهِ في المَغازِي، فَإذا كانَتْ فِيهِمُ النَّكْبَةُ وما يَكْرَهُونَ فَرِحُوا بِتَخَلُّفِهِمْ، وإذا كانَ فِيهِمْ ما يُحِبُّونَ حَلَفُوا لَهم وأحَبُّوا أنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا. أخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزّاهِدُ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ حَمْدُونَ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو حامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو الأزْهَرِ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، قالَ: أخْبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخْبَرَنِي ابْنُ أبِي مُلَيْكَةَ، أنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وقّاصٍ أخْبَرَهُ، أنَّ مَرْوانَ قالَ لِرافِعٍ - بَوّابِهِ -: اذْهَبْ إلى ابْنِ عَبّاسٍ وقُلْ لَهُ: لَئِنْ كانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنّا فَرِحَ بِما أتى، وأحَبَّ أنْ يُحْمَدَ بِما لَمْ يَفْعَلْ عُذِّبَ؛ لَنُعَذَّبَنَّ أجْمَعِينَ. فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ما لَكم ولِهَذا ؟ إنَّما دَعا النَّبِيُّ ﷺ اليَهُودَ فَسَألَهم عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إيّاهُ، وأخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَأرَوْهُ أنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إلَيْهِ بِما أخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيما سَألَهم، وفَرِحُوا بِما أتَوْا مِن كِتْمانِهِمْ إيّاهُ. ثُمَّ قَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ: ﴿وإذْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ﴾ [آل عمران: ١٨٧] . رَواهُ البُخارِيُّ عَنْ إبْراهِيمَ بْنِ مُوسى، عَنْ هِشامٍ. ورَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَجّاجٍ، كِلاهُما عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وقالَ الضَّحّاكُ: كَتَبَ يَهُودُ المَدِينَةِ إلى يَهُودِ العِراقِ واليَمَنِ ومَن بَلَغَهم كِتابُهم مِنَ اليَهُودِ في الأرْضِ كُلِّها، أنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ بِنَبِيِّ اللَّهِ، فاثْبُتُوا عَلى دِينِكم، وأجْمِعُوا كَلِمَتَكم عَلى ذَلِكَ. فَأُجْمِعَتْ كَلِمَتُهم عَلى الكُفْرِ بِمُحَمَّدٍ ﷺ والقُرْآنِ، فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وقالُوا: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَعَ كَلِمَتَنا ولَمْ نَتَفَرَّقْ، ولَمْ نَتْرُكْ دِينَنا. وقالُوا: نَحْنُ أهْلُ الصَّوْمِ والصَّلاةِ، ونَحْنُ أوْلِياءُ اللَّهِ. وذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَفْرَحُونَ بِما أتَوا﴾ . أيْ بِما فَعَلُوا. ﴿وَّيُحِبُّونَ أن يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا﴾ . يَعْنِي بِما ذَكَرُوا مِنَ الصَّوْمِ والصَّلاةِ والعِبادَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب