قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿مّا كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلى ما أنتُمْ عَلَيْهِ﴾ قالَ السُّدِّيُّ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي في صُوَرِها كَما عُرِضَتْ عَلى آدَمَ، وأُعْلِمْتُ مَن يُؤْمِنُ بِي ومَن يَكْفُرُ“ . فَبَلَغَ ذَلِكَ المُنافِقِينَ، فاسْتَهْزَءُوا وقالُوا: يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أنَّهُ يَعْلَمُ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ومَن يَكْفُرُ، ونَحْنُ مَعَهُ ولا يَعْرِفُنا. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ.
وقالَ الكَلْبِيُّ: قالَتْ قُرَيْشٌ: تَزْعُمُ يا مُحَمَّدُ أنَّ مَن خالَفَكَ فَهو في النّارِ واللَّهُ عَلَيْهِ غَضْبانُ، وأنَّ مَنِ اتَّبَعَكَ عَلى دِينِكَ فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ واللَّهُ عَنْهُ راضٍ، فَأخْبِرْنا بِمَن يُؤْمِنُ بِكَ ومَن لا يُؤْمِنُ بِكَ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ.
وقالَ أبُو العالِيَةِ: سَألَ المُؤْمِنُونَ أنْ يُعْطَوْا عَلامَةً يُفَرِّقُونَ بِها بَيْنَ المُؤْمِنِ والمُنافِقِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ.
{"ayah":"مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِیَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَىٰ مَاۤ أَنتُمۡ عَلَیۡهِ حَتَّىٰ یَمِیزَ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَیۡبِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَجۡتَبِی مِن رُّسُلِهِۦ مَن یَشَاۤءُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ"}