الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ويَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ في رِوايَةِ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ: كانَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَحْضُرُ النَّبِيَّ ﷺ ويُجالِسُهُ ويَسْتَمِعُ إلى كَلامِهِ مِن غَيْرِ أنْ يُؤْمِنَ بِهِ، فَزَجَرَهُ عُقْبَةُ بْنُ أبِي مُعَيْطٍ عَنْ ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ. وقالَ الشَّعْبِيُّ: وكانَ عُقْبَةُ خَلِيلًا لِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَأسْلَمَ عُقْبَةُ، فَقالَ أُمَيَّةُ: وجْهِي مِن وجْهِكَ حَرامٌ إنْ تابَعْتَ مُحَمَّدًا. فَكَفَرَ وارْتَدَّ لِرِضا أُمَيَّةَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. وقالَ آخَرُونَ: إنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ وعُقْبَةَ بْنَ أبِي مُعَيْطٍ كانا مُتَحالِفَيْنِ، وكانَ عُقْبَةُ لا يَقْدَمُ مِن سَفَرٍ إلّا صَنَعَ طَعامًا، فَدَعا إلَيْهِ أشْرافَ قَوْمِهِ، وكانَ يُكْثِرُ مُجالَسَةَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَدِمَ مِن سَفَرِهِ ذاتَ يَوْمٍ فَصَنَعَ طَعامًا فَدَعا النّاسَ، ودَعا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ إلى طَعامِهِ، فَلَمّا قَرَّبُوا الطَّعامَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”ما أنا بِآكِلٍ مِن طَعامِكَ حَتّى تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنِّي رَسُولُ اللَّهِ“ . فَقالَ عُقْبَةُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَأكَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن طَعامِهِ، وكانَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ غائِبًا، فَلَمّا أُخْبِرَ بِقِصَّتِهِ قالَ: صَبَأْتَ يا عُقْبَةُ ؟ فَقالَ: لا واللَّهِ، ولَكِنْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ فَأبى أنْ يَطْعَمَ مِن طَعامِي إلّا أنْ أشْهَدَ لَهُ، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ يَخْرُجَ مِن بَيْتِي ولَمْ يَطْعَمْ، فَشَهِدْتُ لَهُ فَطَعِمَ. فَقالَ أُبَيٌّ: ما أنا بِالَّذِي رَضِيَ عَنْكَ أبَدًا إلّا أنْ تَأْتِيَهُ فَتَبْزُقَ في وجْهِهِ وتَطَأ عُنُقَهُ. فَفَعَلَ ذَلِكَ عُقْبَةُ، فَأخَذَ رَحِمَ دابَّةٍ فَألْقاها بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”لا ألْقاكَ خارِجًا مِن مَكَّةَ إلّا عَلَوْتُ رَأْسَكَ بِالسَّيْفِ“ . فَقُتِلَ عُقْبَةُ يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا، وأمّا أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ فَقَتَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ في المُبارَزَةِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى فِيهِما هَذِهِ الآيَةَ. وقالَ الضَّحّاكُ: لَمّا بَزَقَ عُقْبَةُ في وجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عادَ بُزاقُهُ في وجْهِهِ فَتَشَعَّبَ شِعْبَيْنِ فَأحْرَقَ خَدَّيْهِ، وكانَ أثَرُ ذَلِكَ فِيهِ حَتّى المَوْتِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب