الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: نَزَلَتْ في أعْرابٍ كانُوا يَقْدَمُونَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ المَدِينَةَ مُهاجِرِينَ مِن بادِيَتِهِمْ، وكانَ أحَدُهم إذا قَدِمَ المَدِينَةَ فَإنْ صَحَّ بِها جِسْمُهُ ونُتِجَتْ فَرَسُهُ مُهْرًا حَسَنًا، ووَلَدَتِ امْرَأتُهُ غُلامًا، وكَثُرَ مالُهُ وماشِيَتُهُ رَضِيَ عَنْهُ واطْمَأنَّ، وقالَ: ما أصَبْتُ مُنْذُ دَخَلْتُ في دِينِي هَذا إلّا خَيْرًا. وإنْ أصابَهُ وجَعُ المَدِينَةِ ووَلَدَتِ امْرَأتُهُ جارِيَةً، وأجْهَضَتْ رِماكُهُ، وذَهَبَ مالُهُ، وتَأخَّرَتْ عَنْهُ الصَّدَقَةُ أتاهُ الشَّيْطانُ فَقالَ: واللَّهِ ما أصَبْتَ مُنْذُ كُنْتَ عَلى دِينِكَ هَذا إلّا شَرًّا. فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾ . ورَوى عَطِيَّةُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: أسْلَمَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَذَهَبَ بَصَرُهُ ومالُهُ ووَلَدُهُ، وتَشاءَمَ بِالإسْلامِ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: أقِلْنِي. قالَ: ”إنَّ الإسْلامَ لا يُقالُ“ . فَقالَ: إنِّي لَمْ أُصِبْ في دِينِي هَذا خَيْرًا، ذَهَبَ بَصَرِي ومالِي ووَلَدِي. فَقالَ: ”يا يَهُودِيُّ، إنَّ الإسْلامَ لَيَسْبِكُ الرِّجالَ كَما تَسْبِكُ النّارُ خَبَثَ الحَدِيدِ والفِضَّةِ والذَّهَبِ“ . قالَ: ونَزَلَتْ: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب