أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحْمَدَ بْنِ الحارِثِ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَهْلُ بْنُ عُثْمانَ العَسْكَرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عَنْ أشْعَثَ بْنِ إسْحاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أبِي المُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”لا تَصَدَّقُوا إلّا عَلى أهْلِ دِينِكم“ . فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لَّيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ﴾ . فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”تَصَدَّقُوا عَلى أهْلِ الأدْيانِ“ .
أخْبَرَنا أحْمَدُ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قالَ: حَدَّثَنا سَهْلٌ، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الحَجّاجِ، عَنْ سَلْمانَ المَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قالَ: كانَ المُسْلِمُونَ يَكْرَهُونَ أنْ يَتَصَدَّقُوا عَلى فُقَراءِ المُشْرِكِينَ حَتّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، فَأُمِرُوا أنْ يَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِمْ.
وقالَ الكَلْبِيُّ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُمْرَةَ القَضاءِ، وكانَتْ مَعَهُ في تِلْكَ العُمْرَةِ أسْماءُ بِنْتُ أبِي بَكْرٍ، فَجاءَتْها أُمُّها قُتَيْلَةُ وجَدَّتُها يَسْألانِها وهُما مُشْرِكَتانِ، فَقالَتْ: لا أُعْطِيكُما شَيْئًا حَتّى أسْتَأْمِرَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؛ فَإنَّكُما لَسْتُما عَلى دِينِي. فاسْتَأْمَرَتْهُ في ذَلِكَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ، فَأمَرَها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ أنْ تَتَصَدَّقَ عَلَيْهِما، فَأعْطَتْهُما ووَصَلَتْهُما.
قالَ الكَلْبِيُّ: ولَها وجْهٌ آخَرُ؛ وذَلِكَ أنَّ ناسًا مِنَ المُسْلِمِينَ كانَتْ لَهم قَرابَةٌ وأصْهارٌ ورَضاعٌ في اليَهُودِ، وكانُوا يَنْفَعُونَهم قَبْلَ أنْ يُسْلِمُوا، فَلَمّا أسْلَمُوا كَرِهُوا أنْ يَنْفَعُوهم وأرادُوهم عَلى أنْ يُسْلِمُوا، فاسْتَأْمَرُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، فَأعْطَوْهم بَعْدَ نُزُولِها.
{"ayah":"۞ لَّیۡسَ عَلَیۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۗ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَاۤءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ"}