أخْبَرَنا أبُو عُثْمانَ بْنُ أبِي عَمْرٍو الحافِظُ، قالَ: أخْبَرَنا جَدِّي، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرٍو أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الحَرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا إسْماعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو خالِدٍ، قالَ: حَدَّثَنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: نَزَلَتْ في أبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ؛ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ ﷺ في عَناقَ أنْ يَتَزَوَّجَها، وهي امْرَأةٌ مِسْكِينَةٌ مِن قُرَيْشٍ، وكانَتْ ذاتَ حَظٍّ مِن جَمالٍ، وهي مُشْرِكَةٌ، وأبُو مَرْثَدٍ مُسْلِمٌ، فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّها لَتُعْجِبُنِي. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ولا تَنكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ .
أخْبَرَنا أبُو عُثْمانَ، قالَ: أخْبَرَنا جَدِّي، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرٍو، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، قالَ: أخْبَرَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أبِي مالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في هَذِهِ الآيَةِ، قالَ: نَزَلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ، وكانَتْ لَهُ أمَةٌ سَوْداءُ، وإنَّهُ غَضِبَ عَلَيْها فَلَطَمَها، ثُمَّ إنَّهُ فَزِعَ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَأخْبَرَهُ خَبَرَها، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ”ما هي يا عَبْدَ اللَّهِ ؟“ . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هي تَصُومُ وتُصَلِّي، وتُحْسِنُ الوُضُوءَ، وتَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنَّكَ رَسُولُهُ. فَقالَ: ”يا عَبْدَ اللَّهِ، هي مُؤْمِنَةٌ“ . فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيًّا لَأُعْتِقَنَّها ولَأتَزَوَّجَنَّها. فَفَعَلَ، فَطَعَنَ عَلَيْهِ ناسٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقالُوا: نَكَحَ أمَةً. وكانُوا يُرِيدُونَ أنْ يَنْكِحُوا إلى المُشْرِكِينَ ويُنْكِحُوهم رَغْبَةً في أحْسابِهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فِيهِمْ: ﴿ولَأمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ ولَوْ أعْجَبَتْكُمْ﴾ .
وقالَ الكَلْبِيُّ، عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا مِن غَنِيٍّ يُقالُ لَهُ: مَرْثَدُ بْنُ أبِي مَرْثَدٍ، حَلِيفًا لِبَنِي هاشِمٍ إلى مَكَّةَ لِيُخْرِجَ ناسًا مِنَ المُسْلِمِينَ بِها أُسَراءَ، فَلَمّا قَدِمَها سَمِعَتْ بِهِ امْرَأةٌ يُقالُ لَها: عَناقُ، وكانَتْ خَلِيلَةً لَهُ في الجاهِلِيَّةِ، فَلَمّا أسْلَمَ أعْرَضَ عَنْها، فَأتَتْهُ فَقالَتْ: ويْحَكَ يا مَرْثَدُ، ألا نَخْلُو ؟ فَقالَ لَها: إنَّ الإسْلامَ قَدْ حالَ بَيْنِي وبَيْنَكِ، وحَرَّمَهُ عَلَيْنا، ولَكِنْ إنْ شِئْتِ تَزَوَّجْتُكِ، إذا رَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ اسْتَأْذَنْتُهُ في ذَلِكَ ثُمَّ تَزَوَّجْتُكِ. فَقالَتْ لَهُ: أبِي تَتَبَرَّمُ ؟ ثُمَّ اسْتَغاثَتْ عَلَيْهِ فَضَرَبُوهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، ثُمَّ خَلَّوْا سَبِيلَهُ، فَلَمّا قَضى حاجَتَهُ بِمَكَّةَ انْصَرَفَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ راجِعًا، وأعْلَمَهُ الَّذِي كانَ مِن أمْرِهِ وأمْرِ عَناقَ، وما لَقِيَ في سَبَبِها، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيَحِلُّ لِي أنْ أتَزَوَّجَها ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ يَنْهاهُ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ: ﴿ولا تَنكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ .
{"ayah":"وَلَا تَنكِحُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكَـٰتِ حَتَّىٰ یُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةࣱ مُّؤۡمِنَةٌ خَیۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكَةࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَتَّىٰ یُؤۡمِنُوا۟ۚ وَلَعَبۡدࣱ مُّؤۡمِنٌ خَیۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ یَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَیُبَیِّنُ ءَایَـٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ"}