الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أُحِلَّ لَكم لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نِسائِكُمْ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ في رِوايَةِ الوالِبِيِّ: وذَلِكَ أنَّ المُسْلِمِينَ كانُوا في شَهْرِ رَمَضانَ إذا صَلَّوُا العِشاءَ حُرِّمَ عَلَيْهِمُ النِّساءُ والطَّعامُ إلى مِثْلِها مِنَ القابِلَةِ، ثُمَّ إنَّ ناسًا مِنَ المُسْلِمِينَ أصابُوا مِنَ الطَّعامِ والنِّساءِ في شَهْرِ رَمَضانَ بَعْدَ العِشاءِ، مِنهم عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ.
أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ الأصْفَهانِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو الشَّيْخِ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرّازِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا سَهْلُ بْنُ عُثْمانَ العَسْكَرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ أبِي زائِدَةَ، قالَ: حَدَّثَنِي أبِي وغَيْرُهُ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قالَ: كانَ المُسْلِمُونَ إذا أفْطَرُوا يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُونَ ويَمَسُّونَ النِّساءَ ما لَمْ يَنامُوا، فَإذا نامُوا لا يَفْعَلُونَ شَيْئًا مِن ذَلِكَ إلى مِثْلِها مِنَ القابِلَةِ، وإنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأنْصارِيَّ كانَ صائِمًا، فَأتى أهْلَهُ عِنْدَ الإفْطارِ، فانْطَلَقَتِ امْرَأتُهُ تَطْلُبُ شَيْئًا وغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَنامَ، فَلَمّا انْتَصَفَ النَّهارُ مِن غَدٍ غُشِيَ عَلَيْهِ. قالَ: وأتى عُمَرُ امْرَأتَهُ وقَدْ نامَتْ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَنَزَلَ: ﴿أُحِلَّ لَكم لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نِسائِكُمْ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿مِنَ الفَجْرِ﴾ . فَفَرِحَ المُسْلِمُونَ بِذَلِكَ.
أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي حامِدٍ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبانِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا الزَّعْفَرانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا شَبابَةُ، قالَ: حَدَّثَنا إسْرائِيلُ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنِ البَراءِ قالَ: كانَ أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ إذا كانَ الرَّجُلُ صائِمًا فَحَضَرَ الإفْطارُ فَنامَ قَبْلَ أنْ يَطْعَمَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ ولا يَوْمَهُ حَتّى يُمْسِيَ، وإنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأنْصارِيَّ كانَ صائِمًا، فَلَمّا حَضَرَ الإفْطارُ أتى امْرَأتَهُ فَقالَ: هَلْ عِنْدَكِ طَعامٌ ؟ قالَتْ: لا، ولَكِنْ أنْطَلِقُ فَأطْلُبُ لَكَ. وكانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْناهُ، وجاءَتِ امْرَأتُهُ فَلَمّا رَأتْهُ قالَتْ: خَيْبَةً لَكَ. فَأصْبَحَ صائِمًا، فَلَمّا انْتَصَفَ النَّهارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿أُحِلَّ لَكم لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نِسائِكُمْ﴾ . فَفَرِحُوا بِها فَرَحًا شَدِيدًا.
رَواهُ البُخارِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسى، عَنْ إسْرائِيلَ.
أخْبَرَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفارِسِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفَضْلِ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ عَمّارٍ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ، قالَ: حَدَّثَنا إسْحاقُ بْنُ أبِي فَرْوَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قالَ: إنَّ بَدْءَ الصَّوْمِ كانَ يَصُومُ الرَّجُلُ مِن عِشاءٍ إلى عِشاءٍ، فَإذا نامَ لَمْ يَصِلْ إلى أهْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، ولَمْ يَأْكُلْ ولَمْ يَشْرَبْ، حَتّى جاءَ عُمَرُ إلى امْرَأتِهِ فَقالَتْ: إنِّي قَدْ نِمْتُ. فَوَقَعَ بِها. وأمْسى صِرْمَةُ بْنُ قَيْسٍ صائِمًا، فَنامَ قَبْلَ أنْ يُفْطِرَ - وكانُوا إذا نامُوا لَمْ يَأْكُلُوا ولَمْ يَشْرَبُوا - فَأصْبَحَ صائِمًا، وكادَ الصَّوْمُ يَقْتُلُهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ الرُّخْصَةَ. قالَ: ﴿فَتابَ عَلَيْكم وعَفا عَنكُمْ﴾ .
أخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزّاهِدُ، قالَ: أخْبَرَنا جَدِّي، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرٍو الحِيرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ أبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو غَسّانَ، قالَ: حَدَّثَنِي أبُو حازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وكُلُوا واشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأسْوَدِ﴾ . ولَمْ يَنْزِلْ: ﴿مِنَ الفَجْرِ﴾ . فَكانَ رِجالٌ إذا أرادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أحَدُهم في رِجْلَيْهِ الخَيْطَ الأبْيَضَ والخَيْطَ الأسْوَدَ، فَلا يَزالُ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُ زِيُّهُما، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى بَعْدَ ذَلِكَ: ﴿مِنَ الفَجْرِ﴾ . فَعَلِمُوا أنَّهُ إنَّما يَعْنِي بِذَلِكَ اللَّيْلَ والنَّهارَ.
رَواهُ البُخارِيُّ عَنِ ابْنِ أبِي مَرْيَمَ، ورَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ أبِي مَرْيَمَ.
{"ayah":"أُحِلَّ لَكُمۡ لَیۡلَةَ ٱلصِّیَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَاۤىِٕكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسࣱ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسࣱ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُوا۟ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَیۡطُ ٱلۡأَبۡیَضُ مِنَ ٱلۡخَیۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّوا۟ ٱلصِّیَامَ إِلَى ٱلَّیۡلِۚ وَلَا تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَـٰكِفُونَ فِی ٱلۡمَسَـٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق