الباحث القرآني
* الوقفات التدبرية
١- ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّىٰهَا﴾
النفس آية كبيرة من آياته التي هي حقيقةٌ بالإقسام بها؛ فإنها في غاية اللطف والخفة، سريعة التنقل والحركة، والتغير والتأثر والانفعالات النفسية من: الهم، والإرادة، والقصد، والحب، والبغض، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه، وتسويتها على هذا الوجه آية من آيات الله العظيمة. [السعدي: ٩٢٦]
السؤال: يقسم الله بمخلوقاته العظيمة، فما وجه العظمة في النفس التي أقسم بها؟
٢- ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا﴾
عن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله عز وجل بعبده خيراًً ألهمه الخير فعمل به، وإذا أراد به السوء ألهمه الشر فعمل به. [القرطبي: ٢٢/٣١٢]
السؤال: ما علامة إرادة الله سبحانه وتعالى بعبده الخير أو السوء؟
٣- ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا﴾
أي لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلاً وفسوقاً. [الألوسي: ١٥/٣٦١]
السؤال: كيف تفلح النفس البشرية؟
٤- ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا﴾
أي عقرها الأشقى، وأضيف إلى الكل لأنهم رضوا بفعله. [القرطبي: ٢٢/٤١٢]
السؤال: لماذا أضيف العقر للجميع مع أن الفاعل واحد؟
٥- ﴿وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ﴾
قسمٌ بخلقه للذكر والأنثى، وكمال حكمته في ذلك أن خلق من كل صنف من الحيوانات التي يريد بقاءها ذكراًً وأنثى ليبقى النوع ولا يضمحل، وقاد كلاًًّ منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة، وجعل كلاًًّ منهما مناسباًً للآخر. [السعدي: ٩٢٧]
السؤال: ما وجه حكمة الله سبحانه وتعالى في جعل المخلوقات صنفين؟
٦- ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ (٥) وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ (٦) فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ ﴿﴾
أي نهيئه للطريقة اليسرى؛ وهي فعل الخيرات وترك السيئات. وضد ذلك تيسيره للعسرى، ومنه قوله ﷺ : ﴿اعملوا فكل ميسر لما خلق له﴾ أي: يهيئه الله لما قدر له، ويسهل عليه فعل الخيرات أو الشر. [ابن جزي: ٢/٥٨٩]
السؤال: بين قول النبي ﷺ: ﴿اعملوا فكل ميسر لما خلق له﴾ في ضوء هذه الآية.
٧- ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ (٥) وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ (٦) فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ﴾
قال بعض السلف: من ثواب الحسنة: الحسنة بعدها، ومن جزاء السيئة: السيئة بعدها. [ابن كثير: ٤/٥٢٠]
السؤال: اشرح الوقفة السابقة في ضوء الآيات المذكورة.
* التوجيهات
١- شدة عقوبة الله من أهل الكفر المعاندين, ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمْ فَسَوَّىٰهَا﴾
٢- ملازمة تزكية النفس وتأديبها، ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّىٰهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا﴾
٣- من أسباب تيسير الأمور: البذل في سبيل الله مع تقوى الله تعالى، ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ (٥) وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ (٦) فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ﴾
* العمل بالآيات
١- صل ركعتي الضحى، ﴿وَٱلشَّمْسِ وَضُحَىٰهَا﴾
٢- قل: «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها»، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا﴾
٣- قل: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا﴾
* معاني الكلمات
﴿الْمَشْأَمَةِ﴾ الشِّمَالِ؛ بِأَنْ يُؤْخَذَ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ إِلَى النَّارِ.
﴿مُؤْصَدَةٌ﴾ مُطْبَقَةٌ مُغْلَقَةٌ.
﴿وَضُحَاهَا﴾ قَسَمٌ بِإِشِرَاقِ الشَّمْسِ ضُحًى.
﴿تَلاَهَا﴾ تَبِعَ الشَّمْسَ فِي الطُّلُوعِ وَالأُفُولِ.
﴿جَلاَّهَا﴾ كَشَفَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَأَزَالَهَا.
﴿يَغْشَاهَا﴾ يُغَطِّي الأَرْضَ بِظُلْمَتِهِ.
﴿طَحَاهَا﴾ بَسَطَهَا.
﴿سَوَّاهَا﴾ أَكْمَلَ خَلْقَهَا؛ لأِدَاءِ مُهِمَّتِهَا.
﴿فَأَلْهَمَهَا﴾ بَيَّنَ لَهَا.
﴿فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ طَرِيقَ الخَيْرِ، وَطَرِيقَ الشَّرِّ.
﴿زَكَّاهَا﴾ طَهَّرَهَا وَنَمَّاهَا بِالطَّاعَةِ.
﴿خَابَ﴾ خَسِرَ.
﴿دَسَّاهَا﴾ أَخْفَى نَفْسَهُ، وَنَقَصَهَا بِالمَعَاصِي.
﴿بِطَغْوَاهَا﴾ بِسَبَبِ طُغْيَانِهَا، وَتَجَاوُزِهَا الحَدَّ فِي العِصْيَانِ.
﴿انْبَعَثَ﴾ نَهَضَ مُسْرِعًا؛ لِعَقْرِ النَّاقَةِ.
﴿أَشْقَاهَا﴾ أَكْثَرُهُمْ شَقَاوَةً، وَتَمَرُّدًا؛ وَهُوَ قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ.
﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ احْذَرُوا نَاقَةَ اللهِ أَنْ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ، وَأَنْ تَعْتَدُوا عَلَى سَقْيِهَا.
﴿فَعَقَرُوهَا﴾ فَنَحَرُوهَا.
﴿فَدَمْدَمَ﴾ فَأَطْبَقَ عَلَيْهِمُ العُقُوبَةَ.
﴿فَسَوَّاهَا﴾ عَمَّهُمْ بِالعُقُوبَةِ؛ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ.
﴿عُقْبَاهَا﴾ عَاقِبَةَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ العُقُوبَةِ.
﴿يَغْشَى﴾ يُغَطِّي بِظَلاَمِهِ الأَرْضَ.
﴿تَجَلَّى﴾ انْكَشَفَ بِضِيَائِهِ.
﴿لَشَتَّى﴾ لَمُخْتَلِفٌ.
﴿أَعْطَى﴾ بَذَلَ مَالَهُ مُتَصَدِّقًا.
﴿بِالْحُسْنَى﴾ بِالثَّوَابِ عَلَى أَعْمَالِهِ.
﴿لِلْيُسْرَى﴾ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَسَعَادَةٍ.
{"ayahs_start":-14,"ayahs":["وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا","وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا","وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا","وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَغۡشَىٰهَا","وَٱلسَّمَاۤءِ وَمَا بَنَىٰهَا","وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا","وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا","فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا","قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا","وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا","كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَاۤ","إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا","فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡیَـٰهَا","فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمۡدَمَ عَلَیۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّىٰهَا","وَلَا یَخَافُ عُقۡبَـٰهَا","وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَغۡشَىٰ","وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ","وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰۤ","إِنَّ سَعۡیَكُمۡ لَشَتَّىٰ","فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ","وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ","فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ","وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ","وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ","فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ","وَمَا یُغۡنِی عَنۡهُ مَالُهُۥۤ إِذَا تَرَدَّىٰۤ","إِنَّ عَلَیۡنَا لَلۡهُدَىٰ","وَإِنَّ لَنَا لَلۡـَٔاخِرَةَ وَٱلۡأُولَىٰ","فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارࣰا تَلَظَّىٰ"],"ayah":"وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق