الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (١) أَن جَآءَهُ ٱلْأَعْمَىٰ (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰٓ (٤) أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ (٥) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (٧) وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ (٨) وَهُوَ يَخْشَىٰ (٩) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ﴾ هذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقراً لذلك منك هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يَتَزَكَّ فلست بمحاسب على ما عمله من الشر. فدل هذا على القاعدة: أنه لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة. [السعدي:٩١١] السؤال: في الآيات فائدة للداعية في مراعاة الأولويات في دعوته لله، وضح ذلك. ٢- ﴿وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ (٨) وَهُوَ يَخْشَىٰ (٩) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ﴾ الممنوع عنه في الحقيقة الإعراض عمن أسلم، لا الإقبال على غيره والاهتمام بأمره حرصا على إسلامه. [الألوسي:١٥/٢٤٣] السؤال: ما الممنوع في قصة ابن أم مكتوم حينما أقبل على النبي ﷺ يريد الهداية؟ ٣- ﴿كَلَّآ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ (١٢) فِى صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (١٣) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍۭ (١٤) بِأَيْدِى سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍۭ بَرَرَةٍ﴾ ﴿كلا إنها تذكرة﴾: يعني: القرآن. ﴿بأيدي سفرة * كرام بررة﴾ أي: خلقهم كريم، حسن، شريف، وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كاملة، ومن ههنا ينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد. [ابن كثير:٤/٤٧٢] السؤال: وصف الله الملائكة الموكلة بصحف القرآن بأوصاف، كيف يستفيد حافظ القرآن وحامله من هذه الأوصاف؟ ٤- ﴿مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ (١٨) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ﴾ أي: من أي شيء خلق الله هذا الكافر فيتكبر؟! أي: اعجبوا لخلقه ﴿من نطفة﴾ من ماء يسير مهين جماد خلقه، فلِمَ يغلط في نفسه؟! قال الحسن : كيف يتكبر من خرج من سبيل البول مرتين؟! [القرطبي:٢٢/٧٩] السؤال: لماذا لا يحق لابن آدم أن يتكبر؟ ٥- ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقْبَرَهُۥ﴾ أي أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض. [السعدي:٩١١] السؤال: كيف يكون الإقبار نعمة يمتن الله بها على عباده؟ ٦- ﴿مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ (١٨) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ (١٩) ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقْبَرَهُۥ﴾ فقد عرف بهذا أن أول الإنسان نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو فيما بين ذلك يحمل العذرة، فما شرَّفَه بالعلم إلا الذي أبدعه وصوره، وذلك موجب لأن يشكره لا أن يكفره. [البقاعي:٢١/٢٦٢] السؤال: بماذا يشرف الإنسان ويرتفع قدره؟ ٧- ﴿فَلْيَنظُرِ ٱلْإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ﴾ أمر بالاعتبار في الطعام كيف خلقه الله بقدرته ويسره برحمته ، فيجب على العبد طاعته وشكره ويقبح معصيته والكفر به. [ابن جزي:٢/٥٣٨] السؤال: ما العبرة التي يفيدها العبد عند النظر لمخلوقات الله؟ * التوجيهات ١- بقاء معاتبة الله تعالى لنبيه تتلى قرآناً هو من أعظم الأدلة على صدق النبي ﷺ ، وأن القرآن الكريم من عند الله، ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (١) أَن جَآءَهُ ٱلْأَعْمَىٰ (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ﴾ ٢- شكر الله تعالى على تنويع النعم ،﴿فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَآئِقَ غُلْبًا﴾ ٣- الاستعداد ليوم القيامة ، ﴿فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ﴾ * العمل بالآيات ١- زُر اليوم مُعوقًا أو ضعيفُا محاولاً إدخال الأنس على نفسه، ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (١) أَن جَآءَهُ ٱلْأَعْمَىٰ (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ﴾ ٢- قم بعمل من الأعمال الصالحة تتمنى أن تتذكرها يوم القيامة، ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى﴾ ٣- حاسب نفسك قبل النوم ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى﴾ * معاني الكلمات ﴿عَبَسَ﴾ قَطَّبَ وَجْهَهُ، وَظَهَرَ أَثَرُ التَّغَيُّرِ عَلَيْهِ. ﴿وَتَوَلَّى﴾ أَعْرَضَ. ﴿أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى﴾ لِأَجْلِ مَجِيءِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمِّ مُكْتُومٍ رضي الله عنه. ﴿يَزَّكَّى﴾ يَتَطَهَّرُ مِنْ ذُنُوبِهِ. ﴿تَصَدَّى﴾ تَتَعَرَّضُ لَهُ. ﴿تَلَهَّى﴾ تَتَشَاغَلُ. ﴿كَلاَّ﴾ لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا فَعَلْتَ. ﴿سَفَرَةٍ﴾ مَلاَئِكَةٍ كَتَبَةٍ يَقُومُونَ بِالسِّفَارَةِ بَيْنَ اللهِ وَخَلْقِهِ. ﴿بَرَرَةٍ﴾ مُطِيعِينَ للهِ لاَ يَعْصُونَهُ. ﴿قُتِلَ الإِنْسَانُ﴾ لُعِنَ الكَافِرُ، وَعُذِّبَ. ﴿مَا أَكْفَرَهُ﴾ مَا أَشَدَّ كُفْرَهُ! ﴿نُطْفَةٍ﴾ مَاءٍ قَلِيلٍ مَهِينٍ؛ وَهُوَ المَنِيُّ. ﴿فَقَدَّرَهُ﴾ خَلَقَهُ أَطْوَارًا. ﴿السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ سَهَّلَ لَهُ طَرِيقَ خُرُوجِهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، وَبَيَّنَ لَهُ طَرِيقَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ. ﴿فَأَقْبَرَهُ﴾ جَعَلَ لَهُ مَكَانًا يُقْبَرُ فِيهِ. ﴿أَنْشَرَهُ﴾ أَحْيَاهُ. ﴿لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ﴾ لَمْ يُؤَدِّ الكَافِرُ مَا أَمَرَهُ اللهُ بِهِ مِنَ الإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ. ﴿وَقَضْبًا﴾ عَلَفًا لِلدَّوَابِّ. ﴿غُلْبًا﴾ عَظِيمَةَ الأَشْجَارِ. ﴿وَأَبًّا﴾ كَلَأً لِلْبَهَائِمِ. ﴿الصَّآخَّةُ﴾ صَيْحَةُ يَوْمِ القِيَامَةِ الَّتِي تَصُمُّ الآذَانَ مِنْ هَوْلِهَا. ﴿يُغْنِيهِ﴾ يُشْغِلُهُ. ﴿مُسْفِرَةٌ﴾ مُسْتَنِيرَةٌ. ﴿مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ فَرِحَةٌ. ﴿غَبَرَةٌ﴾ غُبَارٌ، وَكُدُورَةٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب