الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ ۚ ......﴾ وافتتاح الكلام بـ﴿إن ربك يعلم أنك تقوم﴾ يشعر بالثناء عليه لوفائه بحق القيام الذي أُمِر به، وأنه كان يبسط إليه ويهتم به، ثم يقتصر على القدر المعين فيه النصف أو أنقص منه قليلا أو زائد عليه، بل أخذ بالأقصى -وذلك ما يقرب من ثلثي الليل- كما هو شأن أولي العزم. [ابن عاشور: ٢٩/٢٨٠. ] السؤال: ما مناسبة افتتاح الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿ إن ربك يعلم أنك تقوم ﴾؟ ٢- ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ ذكر سبحانه عذرهم فقال: ﴿علم أن سيكون منكم مرضى﴾ فلا يطيقون قيام الليل، ﴿وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله﴾ أي: يسافرون فيها للتجارة والأرباح؛ يطلبون من رزق الله ما يحتاجون إليه في معاشهم، فلا يطيقون قيام الليل، ﴿وآخرون يقاتلون في سبيل الله﴾ يعني: المجاهدين؛ فلا يطيقون قيام الليل. ذكر سبحانه ها هنا ثلاثة أسباب مقتضية للترخيص ورفع وجوب قيام الليل، فرفعه عن جميع الأمة لأجل هذه الأعذار التي تنوب بعضهم. [الشوكاني: ٥/٣٢٢] السؤال: ما أعذار ترك قيام الليل المذكورة في الآية الكريمة؟ ٣- ﴿وَٱسْتَغْفِرُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌۢ﴾ وجملة ﴿ إن الله غفور رحيم ﴾ تعليل للأمر بالاستغفار؛ أي: لأن الله كثير المغفرة شديد الرحمة. والمقصود من هذا التعليل الترغيب والتحريض على الاستغفار بأنه مرجو الإجابة. وفي الإتيان بالوصفين الدالين على المبالغة في الصفة إيماء إلى الوعد بالإجابة. [ابن عاشور: ٢٩/٢٩٠. ] السؤال: ما فائدة ختام الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿ إن الله غفور رحيم ﴾؟ ٤- ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ ويحتمل أن المراد بثيابه الثياب المعروفة، وأنه مأمور بتطهيرها عن جميع النجاسات في جميع الأوقات، خصوصاً عند الدخول في الصلوات. وإذا كان مأموراً بتطهير الظاهر فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن. [السعدي: ٨٩٥] السؤال: ما المقصود بتطهير الثياب في الآية؟ ٥- ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ عن محمد بن سيرين: ﴿وثيابك فطهر﴾ قال: اغسلها بالماء. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿وثيابك فطهر﴾ قال: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره أن يتطهر ويطهر ثيابه. [الطبري: ٢٣/١٢] السؤال: ماذا نستفيد من التعبير في قوله تعالى: ﴿وتبتل إليه تبتيلا﴾؟ ٦- ﴿فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ قال الزمخشري : إن ﴿غير يسير﴾ كان يكفي عنها ﴿يوم عسير﴾، إلا أنه ليبين لهم أن عسره لا يرجى تيسيره كعسر الدنيا، وأن فيه زيادة وعيد للكافرين، ونوع بشارة للمؤمنين لسهولته عليهم. ولعل المعنيين مستقلان، وأن قوله تعالى: ﴿يوم عسير﴾ هذا كلام مستقل وصف لهذا اليوم، وبيان للجميع شدة هوله. [الشنقيطي: ٨/٣٦٣. ] السؤال: ما وجه المقابلة بين ﴿عسير﴾ و﴿يسير﴾ في الآيتين؟ ٧- ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا﴾ لا يغيبون، أَي: حضورا عنده لا يسافرون بالتجارات، بل مواليهِم وأُجراؤهم يتولَّون ذلكَ عنهم، وهم قُعود عند أَبيهِم يتمتع بهِم ويتملَّى بهِم، ... وهذا أَبلَغ في النعمةِ؛ وهو إِقَامتهم عنده. [ابن كثير: ٤/٤٤٢. ] السؤال: ما النعمة في كون أبناء الرجل شهوداً عنده؟ * التوجيهات ١- تيسير الله على عباده ورحمته بالأمة, ﴿ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ﴾ ٢- الدعوة إلى الله تنافي الكسل، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنذِرْ﴾ ٣- تذكر اليوم الآخر وأنه عسير، ﴿فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ * العمل بالآيات ١- احرص الليلة على قيام الليل ولو بثلاث ركعات، ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ﴾ ٢- صل الصلوات الخمس مع الجماعة، ﴿وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ ٣- أخبر مسلماً أن من التطهير الذي يحبه الله تطهير الثياب، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ﴾ * معاني الكلمات ﴿تَقُومُ﴾ تُصَلِّي مُتَهَجِّدًا مِنَ اللَّيْلِ. ﴿أَدْنَى﴾ أَقَلَّ. ﴿لَنْ تُحْصُوهُ﴾ لَنْ يُمْكِنَكُمْ قِيَامُ اللَّيْلِ كُلِّهِ. ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ﴾ خَفَّفَ عَلَيْكُمْ. ﴿يَبْتَغُونَ﴾ يَطْلُبُونَ بِالتَّنَقُّلِ فِي الأَرْضِ. ﴿فَضْلِ اللَّهِ﴾ رِزْقِ اللهِ. ﴿وَأَقْرِضُوا﴾ تَصَدَّقُوا. ﴿قَرْضًا حَسَناً﴾ صَدَقَةً بِإِخْلاَصٍ، وَطِيبِ نَفْسٍ. ﴿الْمُدَّثِّرُ﴾ أَصْلُهُ: المُتَدَثِّرُ، وَهُوَ المُتَغَطِّي بِثِيَابِهِ. ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ اخْصُصْ رَبَّكَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّعْظِيمِ. ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ طَهِّرْ نَفْسَكَ مِنَ المَعَاصِي وَالآثَامِ. ﴿وَالرُّجْزَ﴾ الأَصْنَامَ، وَأَعْمَالَ الشِّرْكِ. ﴿وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ لاَ تُعْطِ العَطِيَّةَ، كَيْ تَلْتَمِسَ أَكْثَرَ مِنْهَا. ﴿نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةُ البَعْثِ. ﴿وَحِيدًا﴾ فَرِيدًا لاَ مَالَ لَهُ، وَلاَ وَلَدَ، وَالمُرَادُ بِهِ: ﴿الوَلِيدُ بْنُ المَغِيرَةِ﴾. ﴿مَمْدُودًا﴾ مَبْسُوطًا وَاسِعًا. ﴿شُهُودًا﴾ حُضُورًا مَعَهُ فِي مَكَّةَ لاَ يَغِيبُونَ عَنْهُ. ﴿وَمَهَّدْتُّ لَهُ تَمْهِيدًا﴾ يَسَّرْتُ لَهُ سُبُلَ العَيْشِ تَيْسِيرًا. ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ سَأُكَلِّفُهُ عَذَابًا شَاقًّا لاَ رَاحَةَ لَهُ فِيهِ. ﴿وقَدَّرَ﴾ هَيَّأَ مَا يَقُولُهُ فِي الطَّعْنِ فِي القُرْآنِ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب